أخبارمنوع

الكاشي الكربلائي: إرث فني عراقي ينبض بالحياة رغم التحديات

تعد صناعة الكاشي الكربلائي، ذلك البلاط المزخرف الذي يحمل في طياته عبق التاريخ والتراث، جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الفنية العراقية. ورغم التحديات التي تواجهها الصناعة التقليدية في الوقت الحالي، يواصل الكاشي الكربلائي إضاءة المساجد والأضرحة في كربلاء العراقية، حيث يتم تصنيعه يدويًا في ورشة تأسست عام 1967، دون الاعتماد على الآلات الحديثة.
وأوضح عباس أحمد، صاحب ورشة صناعة الكاشي الكربلائي، أن كل مراحل التصنيع تتم يدويًا، بدءًا من تشكيل البلاط وصبغه، وصولاً إلى وضعه في فرن خاص على درجة حرارة مرتفعة تصل إلى 900 درجة مئوية، مما يعزز متانته ويطيل عمره الافتراضي. وأكد أحمد أن هذا السيراميك “غير قابل للتلف”، حتى لو تعرض لحرارة الشمس أو درجات حرارة تصل إلى 500 درجة مئوية.
ورغم جماله وصموده، اشتكى أحمد من تأثير البلاط المستورد على دقة الخطوط والزخارف التي تزين الكاشي الكربلائي. وقال إن الخطوط التي يكتب بها البلاط المستورد غالبًا ما تكون مليئة بالأخطاء، مشيرًا إلى أن المصنعين غير ناطقين باللغة العربية، مما ينعكس على دقة الحركات والنقاط في الكتابة.
ومن أبرز الأماكن التي يزينها هذا السيراميك المميز، ضريح الإمام العباس، حيث يُستخدم الكاشي الكربلائي في الزخارف والنقوش التي تزين الجدران. وقال ضياء الصائغ، رئيس قسم المشروعات الهندسية في العتبة العباسية المقدسة، إن استخدام الكاشي الكربلائي في العتبة العباسية يعود إلى حوالي 700 عام مضت، حيث كان هذا البلاط يزين الضريح والمناطق المحيطة به.
وأضاف الصائغ أن الكاشي الكربلائي يتميز بجودته العالية، حيث يتم تصنيعه من مادة طينية خاصة وتطليته بألوان زاهية، ويستخدم في الزخرفة بنقوش متنوعة وآيات قرآنية طويلة، ليضيف جمالًا وروحانية خاصة للأماكن المقدسة.
وفي ختام حديثه، شدد أحمد على أهمية الحفاظ على هذا الإرث الفني، قائلاً: “الكاشي الكربلائي هو تراثنا، ويجب أن نحرص على بقائه وتطويره.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى