أخبارأفغانستانالعالم الاسلامي

طالـ،ـبان تفرض زيًّا موحدًا على الطلاب والمعلمين يثير الجدل في الأوساط التعليمية والشعبية

أصدرت حركة طالـ،ـبان قرارًا جديدًا يُلزم جميع الطلاب والمعلمين الذكور في المدارس بارتداء قميص أبيض وعمامة (لانجي) أو قبعة بيضاء، في خطوة اعتبرها الكثيرون محاولة لفرض المزيد من الضوابط الدينية على النظام التعليمي في البلاد.
ووفقًا لمشروع القانون الذي وافق عليه زعيم طالـ،ـبان هيبة الله أخوندزاده، فإن طلاب الصفوف من الأول إلى التاسع سيرتدون قميصًا وسترة بلون “السماء”، بينما يُلزم طلاب المرحلة الثانوية (الصف التاسع حتى الثاني عشر) بارتداء قميص وسترة بيضاء مع عمامة (لانجي). كما ينص القانون على أن القمصان يجب أن تكون طويلة لتصل أسفل الركبتين. أما المدارس الخاصة، فستتمتع بمرونة في اختيار ألوان القمصان، لكن بإشراف إدارة طالـ،ـبان.
ويؤكد القانون على أن هذا القرار سيُطبَّق في جميع الولايات، بما في ذلك العاصمة كابول، مع تكليف إدارة الرصد والتقييم التابعة لطالـ،ـبان بالإشراف على تنفيذه.
وأثار القرار موجة من الانتقادات في الأوساط التعليمية والشعبية، حيث يرى البعض أن طالـ،ـبان تسعى لإعادة فرض سياساتها الصارمة التي طبقتها خلال فترة حكمها الأولى، مما قد يُضعف الروح المعنوية للطلاب والمعلمين ويحدّ من حرية المؤسسات التعليمية.
بينما اعتبر آخرون أن القرار محاولة لطمس الفروق بين المدارس الحديثة والمدارس الدينية، بحيث يصبح الجميع سواسية كرجال دين (ملالي)، مما يعكس توجه الحركة لإلغاء الطابع المدني عن التعليم.
وفي السياق ذاته، وصف بعض المراقبين هذا التغيير بأنه ضربة للقيم المعاصرة والتنوير، مؤكدين أنه يتعارض مع أسس التعليم الحديث ويكرّس رؤية طالـ،ـبان الأحادية التي لا تعترف بالتنوع في المجتمع الأفغاني.
ويأتي هذا القرار في ظل سياسات طالـ،ـبان المتشددة تجاه التعليم، خاصة فيما يتعلق بحظر تعليم الفتيات بعد الصف السادس، وإجراء تعديلات جوهرية في المناهج الدراسية تتماشى مع رؤيتها الدينية، مما يعزز المخاوف من تحويل المدارس إلى مؤسسات دينية بحتة بدلًا من كونها مراكز تعليمية تُعِدّ الطلاب لمستقبل متنوع ومواكب للعصر.
وسط هذه التطورات، يظل مستقبل التعليم في أفغانستان محاطًا بالمخاوف والتساؤلات حول مدى قدرة النظام التعليمي على الاستمرار في ظل هذه القيود الصارمة، وما إذا كان الطلاب سيحصلون على تعليم يواكب معايير العصر الحديث أم سيعودون إلى حقبة تعليم أحادي الفكر والهوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى