المصور الإيطالي “كاربوني” يوثق الهوية الشيعية في العراق بعدسة مختلفة

وسط الضجيج السياسي والتغطيات التقليدية، يبرز المصور الإيطالي الشهير “سافينو كاربوني” برؤية مغايرة، متجاوزًا السرديات السطحية ليغوص في عمق الهوية الشيعية في بلاد ما بين النهرين.
وذكرت “المجلة البريطانية للتصوير الفوتوغرافي” في تقرير ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، أن كاربوني قرر التوجه إلى العراق بعد سنوات من العمل الوثائقي، حيث وجد في فضائه الشيعي بيئة معقدة تتشابك فيها المعتقدات الدينية مع التطلعات الاجتماعية والسياسية. ومن الموصل إلى الأضرحة الشامخة في كربلاء، التقطت عدسته قصة العراق المخفية عن الإعلام الغربي.
وأكد كاربوني، في لقاء خاص، أنه تجنب تصوير العنف وركز على الإنسان في جوهره، مستكشفًا كيف تشكل السرديات الدينية الهوية الفردية والجماعية. وبعد رحلة بحث بدأت عام 2022، انتقل إلى الجنوب، حيث تتجلى الهوية الشيعية بأوضح صورها في بغداد والنجف وكربلاء.
وفي 2024، وبدعم من منحة ثقافية إيطالية، عاد لتوثيق مسيرة الأربعين الحسيني، لكنه واجه تحديات أمنية زادت من صعوبة التوثيق، ورغم ذلك نجح في التقاط مشاهد تعبّر عن الإيمان والتضحية والتكاتف.
وأشار التقرير إلى تفاعل كاربوني العميق مع العراقيين، حيث لمس روحًا مضيافة وفضولًا تجاه الأجانب، ما دفعه لمواصلة مشروعه بدعم أكاديميين من الموصل والبصرة. وعلى عكس المصورين التقليديين، لم يسعَ إلى قصص فردية بل إلى تجربة الهوية الجماعية.
وبعد عرضه في إيطاليا، يستعد كاربوني لتحويل مشروعه المصور عن العراق إلى كتاب يصدر في الخريف المقبل، واصفًا رحلته بأنها “فسيفساء من الإيمان والثقافة والتاريخ الحي”.