أخبارالعالم الاسلامي

ناشطون ومدونون ينتقدون تصريحات شيخ الأزهر حول الصراع المذهبي بين السنة والشيعة

أثارت تصريحات شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، حول الصراع المذهبي بين السنة والشيعة موجة انتقادات من قبل ناشطين ومدونين، معتبرين أنها تبسيط مخلّ لجذور الأزمة وتجاهل للواقع التاريخي والسياسي الذي أدى إلى تعمّق الخلاف بين المذاهب الإسلامية.
ورأى المنتقدون أن حديث الطيب عن الصراع المذهبي بوصفه خلافًا يعود فقط إلى القرنين السابع والثامن الهجريين، فيه إنكار للحقائق التاريخية التي تثبت أن جذور الانقسام أعمق من ذلك بكثير، إذ تعود إلى الفترات الأولى من التاريخ الإسلامي بعد إقصاء الإمام علي عليه السلام عن حقه الشرعي في خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله.
كما أشاروا إلى أن النزاع لم يكن مجرد سجال فكري بين العلامة الحلي وابن تيمية، بل كان نتيجة لظروف سياسية وعقائدية ممتدة عبر العصور.
واعتبر المدونون أن تصريحات شيخ الأزهر تتجاهل أيضًا الدور الذي لعبته الأنظمة السياسية في استغلال هذا الخلاف عبر التاريخ، وتساءلوا عن سبب عدم تطرقه إلى الاضطهاد الذي تعرضت له الطائفة الشيعية على أساس مذهبي، سواء في الماضي أو في العصر الحديث.
كما استنكر ناشطون حديث الطيب عن ضرورة “اتحاد إسلامي” دون إقصاء لأي طرف، في وقت تعاني فيه بعض المذاهب وخاصة الشيعة من تهميش واضح داخل العالم الإسلامي، مشيرين إلى أن الدعوات إلى الوحدة يجب أن تكون مقرونة باعتراف متبادل واحترام كامل لحقوق جميع المذاهب والطوائف، وليس فقط بمجرد دعوات فضفاضة لا تعالج جذور المشكلة.
وختم المنتقدون بأن مثل هذه التصريحات قد تعطي انطباعًا زائفًا عن حقيقة الأزمة المذهبية، ما قد يؤدي إلى تهميش الحلول الواقعية التي تحتاج إلى مواجهة صريحة للمظالم التاريخية والعمل الجاد على تحقيق العدالة والمساواة بين جميع المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى