قرار تجنيد طلاب المدارس الإسلامية في الشرطة الإندونيسية يثير جدلاً واسعًا

أثار قرار رئيس الشرطة الوطنية الإندونيسية، الجنرال ليستيو سيجيت، منح الأولوية لتجنيد طلاب المدارس الداخلية الإسلامية، المعروفة محليًا بـ”السنتري”، تفاعلاً واسعًا في الأوساط الدينية والأمنية، وسط ترحيب بالفكرة كمبادرة لتعزيز النزاهة في جهاز الشرطة، مقابل مخاوف من تأثير البيئة الأمنية على الطلاب أنفسهم.
ورحّب مرزوقي وحيد، القائم بأعمال مدرسة “بوندوك بيسانترين لوهور مانهاجي فهيمنا” في مدينة سيريبون، بهذا التوجه، معتبرًا أنه “يفتح نافذة جديدة أمام طلاب المدارس الإسلامية للمشاركة في إنفاذ القانون”، لكنه تساءل عمّا إذا كان بإمكان هؤلاء الطلاب تغيير وجه الشرطة الوطنية، أم أنهم سيتأثرون بأساليب غير سليمة تُثار حول الجهاز الأمني.
ويرى وحيد أن خريجي المدارس الإسلامية يتمتعون بتعليم صارم على مبادئ الصدق والطاعة للقواعد، بما في ذلك القواعد الدينية، مما يمنحهم أساسًا قويًا لترسيخ النزاهة داخل الشرطة، إلا أنه عبّر عن مخاوفه من أن يتأثر هؤلاء الطلاب بالنظام الحالي للشرطة بدلاً من التأثير فيه.
ووفقًا لمصادر محلية، فقد اقترح وحيد إعفاء الطلاب الإسلاميين الحاصلين على شهادات جامعية من بعض مراحل القبول التقليدية، مثل الالتحاق بأكاديمية الشرطة، باعتبار أن تعليمهم في المدارس الإسلامية يؤهلهم مسبقًا، مشيرًا إلى أن بإمكانهم الإسهام في التوجيه الأخلاقي داخل الشرطة، ما قد يساعد في تحسين صورتها بين المواطنين.
وأشار المسؤول الأكاديمي إلى أن خريجي المدارس الإسلامية لم ينضموا حتى الآن إلى الشرطة بأعداد تُذكر، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى اهتمام هؤلاء الطلاب بالعمل الأمني، أو ما إذا كانت البيئة الشرطية قادرة على استيعابهم بالشكل المناسب.
من جهته، شدد الجنرال سيجيت على أهمية أن يكون رجال الشرطة أكثر من مجرد منفذي قوانين، بل أن يتحلوا بالقيم الأخلاقية ليكونوا قدوة للمجتمع، مؤكدًا أن الطلاب الإسلاميين، بفضل إيمانهم القوي، يمكنهم الصمود أمام الإغراءات التي قد تواجه رجال الأمن.
وبينما يرى البعض في هذه المبادرة فرصة لإدخال النزاهة الدينية إلى المؤسسة الأمنية، يخشى آخرون أن تؤدي إلى تأثير معاكس، يجعل بيئة العمل الأمني ضاغطة على الطلاب الإسلاميين، مما قد يؤثر على القيم التي نشأوا عليها داخل المدارس الداخلية.