
تستعد المدارس البلجيكية لفرض حظر شامل على الاستخدام الترفيهي للهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والساعات الذكية، في خطوة ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 25 أغسطس 2025، وتشمل جميع المراحل التعليمية من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، مع بعض الاستثناءات المتعلقة بالحالات الصحية.
وأعلنت وزيرة التعليم البلجيكية، فاليري غلاتيني، عن موافقة اللجنة المختصة على مشروع المرسوم الذي ينظم استخدام الأجهزة الذكية داخل المؤسسات التعليمية، مؤكدة أن القرار يهدف إلى تحسين تركيز الطلاب خلال الحصص الدراسية وتعزيز التفاعل الاجتماعي الحقيقي فيما بينهم. كما يأتي في إطار مواجهة التنمر الإلكتروني، الذي أصبح ظاهرة متنامية في المدارس، والحد من العادات غير الصحية المرتبطة بالاستخدام المفرط للشاشات، مثل اضطرابات النوم. وترى الحكومة أن هذا الإجراء يعزز العدالة الاجتماعية بين الطلاب، حيث لا يملك الجميع إمكانية الوصول إلى هواتف متطورة.
وبموجب القرار، سيُمنع الطلاب من استخدام أجهزتهم الإلكترونية داخل المدارس في جميع الأوقات، بما في ذلك الحصص الدراسية وفترات الاستراحة ووجبات الغداء، باستثناء الحالات التي تتطلب ذلك لأغراض تعليمية بموافقة المعلم. كما سيتم السماح باستخدام الأجهزة في حالات خاصة، مثل الطلاب الذين يعانون من إعاقات أو ظروف صحية تستلزم استخدام أجهزة طبية متصلة بأنظمة اتصال. وستتاح للمدارس إمكانية تعديل بعض القواعد للسماح بالتواصل الضروري بين الطلاب وأولياء أمورهم، إضافة إلى توفير بعض المرونة خلال الرحلات الدراسية الخارجية.
وسيترك تنفيذ القرار وتحديد العقوبات الناتجة عن مخالفته لكل مؤسسة تعليمية على حدة، حيث قد تلجأ بعض المدارس إلى مصادرة الأجهزة المخالفة. وأكدت الوزيرة غلاتيني أن التعديلات المقترحة لا تهدف إلى إفراغ القانون من مضمونه، وإنما تمنح المدارس المرونة في إدارة التكنولوجيا وفق احتياجاتها الخاصة.
ورغم أن الحظر يستهدف الطلاب فقط، فقد أثار جدلًا حول ضرورة تنظيم استخدام المعلمين أنفسهم للأجهزة الرقمية داخل المدارس، كونهم قدوة للطلاب. ومع ذلك، قررت الحكومة تأجيل مناقشة هذه المسألة إلى وقت لاحق بناءً على توصيات اتحادات العمال.
وأثار القرار معارضة من بعض الأحزاب السياسية، حيث وصفه الحزب الاشتراكي بأنه قمعي ويحد من حرية الطلاب، مطالبًا بتأجيل تنفيذه لمدة عام لإتاحة فرصة للتشاور مع المعنيين. ومن المقرر أن يُطرح مشروع المرسوم للتصويت النهائي في 12 مارس المقبل.
ويأتي هذا الحظر في ظل انتشار واسع لاستخدام الهواتف الذكية بين الطلاب، حيث أظهرت إحصاءات حديثة لمنظمة ASBL Média Animation أن 47% من طلاب الصف الخامس الابتدائي في بلجيكا يمتلكون هواتف ذكية، بينما ترتفع النسبة إلى 99% بين طلاب المرحلة الثانوية الثانية، ما يعكس التأثير الكبير الذي سيحدثه القرار عند تطبيقه.