
كشف مقال للكاتب والصحفي “د. محمد أشروف” عن دور وسائل الإعلام الغربية في التلاعب بصورة الإسلام، وتصويره ككيان موحد ومهدد، ما يغذي خطاب الكراهية والانقسام. وأشار الكاتب إلى أن جماعات الكراهية المدعومة بأجندات خفية تستغل حوادث التطرف المعزولة، متجاهلة التنوع الثقافي والفكري داخل العالم الإسلامي، وملايين المسلمين الذين يرفضون العنف.
وتناول المقال تحليلات أكاديمية تؤكد أن هذا التشويه ليس مجرد تحامل فردي، بل جزء من مشروع متعمد لصناعة الخوف، تديره وسائل إعلام متحيزة وساسة يبحثون عن عدو، وهو ما حذر منه الباحث الأميركي من أصل فلسطيني “إدوارد سعيد” قبل عقود في دراساته حول الاستشراق، حيث أوضح أن تصوير الإسلام بعدائية يبرر الهيمنة السياسية والثقافية الغربية. كما عززت أبحاث الأكاديميين “أرون كوندناني” و”ناثان لين” هذه الفرضية، مؤكدين أن الإسلاموفوبيا باتت أداة تُستخدم لتوجيه الرأي العام وتبرير سياسات معينة.
وأشار “أشروف” في مقاله إلى أن التغطيات الإعلامية تتبنى معايير مزدوجة، إذ تضخم أي حادث يرتكبه مسلم، بينما تقلل من أهمية الجرائم التي ترتكبها مجموعات أخرى. كما يتم تداول آيات قرآنية مختارة بعناية لإثبات سرديات مسبقة، في حين يتم تجاهل الأصوات الإسلامية التي تدعو للسلام، والتعتيم على المبادرات الإنسانية التي تقوم بها المجتمعات المسلمة.
وأكد الكاتب أن القوى السياسية والاقتصادية تستفيد من ترسيخ صورة الإسلام كعدو، مما يبرر التدخلات العسكرية، ويعزز سياسات الرقابة والتضييق على الحريات، ويشرعن التمييز ضد المسلمين، مستشهدًا بقوانين حظر الحجاب في بعض الدول الأوروبية، وقيود السفر، وارتفاع جرائم الكراهية كنتائج مباشرة لحملة تشويه ضخمة.
وفي ختام مقاله، حذر “أشروف” من العواقب الوخيمة لاستمرار هذا التشويه، مؤكدًا أن العالم يسير نحو كارثة إنسانية إذا لم يتم التصدي لخطاب الكراهية. وشدد على ضرورة كشف هذه الحملة الإعلامية المضللة، وإعادة التوازن في تقديم صورة الإسلام بوصفه دينًا حضاريًا يعكس قرونًا من التنوع والسلام، وليس مجرد سردية أحادية مبنية على العنف.