
في خطوة مفاجئة أثارت جدلاً واسعًا، أصدرت حكومة ولاية راجستان الهندية توجيهًا يقضي بإزالة اللغة الأردية من المدارس الحكومية واستبدالها باللغة السنسكريتية، مما أثار موجة من الغضب والاحتجاجات وسط الأوساط الثقافية والدينية، حيث وصف زعماء مسلمون ومثقفون القرار بأنه محاولة ممنهجة لمحو الهوية اللغوية والثقافية لملايين الهنود.
وأعلنت وزارة التعليم في الولاية أن القرار يشمل مدرسة “المهاتما غاندي” الحكومية وسط راجستان، والتي طُلب منها وقف تدريس اللغة الأردية والبدء بإدراج السنسكريتية، وذلك بناءً على توجيهات وزير التعليم مادان ديلاوار، الذي برر الخطوة بقلة إقبال الطلاب على دراسة الأردية. إلا أن هذه التبريرات قوبلت بتشكيك واسع، حيث يرى معارضو القرار أنه يأتي في سياق سياسات تستهدف الأقليات، خاصة أن الناطقين بالأردية في الهند ينتمون في معظمهم إلى المجتمع المسلم.
وأثارت هذه الخطوة ردود فعل قوية، حيث وصف المفكر الإسلامي سيد قاسم رسول إلياس القرار بأنه “محاولة متعمدة لطمس الأردية، التي تعد جزءًا أصيلًا من التراث الهندي”، معتبرًا أن هذه السياسة الإقصائية تمثل خطرًا على التنوع الثقافي. من جانبه، أكد مولانا خالد رشيد، عضو مجلس الأحوال الشخصية للمسلمين، أن “القرار جزء من مخطط أوسع لدفع الأقليات إلى الهامش، وهو أمر غير مقبول وسيواجه بمقاومة واسعة”، بينما وصف أسد الدين أويسي، رئيس حزب المؤتمر الإسلامي الهندي، الخطوة بأنها “امتداد للحملة الممنهجة ضد الهوية الإسلامية في البلاد”.
ودعت منظمات إسلامية في راجستان إلى احتجاجات واسعة، حيث حذر مولانا عبد الواحد، عضو منتدى راجستان الإسلامي، من أن “عدم تراجع الحكومة عن القرار سيدفع الجماهير إلى تصعيد الاحتجاجات على مستوى الولاية”. في المقابل، أعرب معلمو اللغة الأردية عن مخاوفهم من تداعيات القرار، إذ أكدت الأكاديمية شبنم برفين، التي تدرّس الأردية منذ أكثر من عقد، أن “المسألة ليست لغوية فقط، بل تتعلق بالهوية والثقافة والفخر التاريخي”.
ومع تصاعد الغضب الشعبي، يظل مستقبل اللغة الأردية في مدارس راجستان غامضًا، فبينما تصر الحكومة على موقفها باعتباره إجراءً إداريًا، يطالب المدافعون عن التعددية الثقافية بالتراجع عن القرار، محذرين من أن استبعاده قد يكون مقدمة لإنهاء الوجود الرسمي للأردية في الهند.