
أكدت الأمم المتحدة في تقرير حديث أن السودان يشهد أكبر وأسرع أزمة نزوح على مستوى العالم، مع تجاوز عدد النازحين داخليًا ثلاثة أضعاف سكان سويسرا، وسط استمرار النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو عامين.
وذكر التقرير، الصادر السبت 15 فبراير/شباط، أن أكثر من ثلاثة ملايين سوداني لجأوا إلى دول مجاورة، بينما اضطر نحو تسعة ملايين آخرين إلى النزوح داخل البلاد في ظل أوضاع إنسانية متدهورة. كما أشار إلى أن نحو 30.4 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي سكان السودان، بحاجة ماسة إلى المساعدة في مجالات الصحة والغذاء والدعم الإنساني.
وأوضح التقرير أن تبدل خطوط المواجهة العسكرية داخل السودان أدى إلى موجات نزوح متتالية، مما زاد من تعقيد عمليات الإغاثة، حيث يواجه النازحون صعوبات حادة في الحصول على الغذاء والمياه النظيفة، فضلاً عن تفشي الأمراض مثل الكوليرا والحصبة في المخيمات المكتظة.
وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن الدول المجاورة للسودان، والتي تستضيف اللاجئين، تعاني بالفعل من أزمات اقتصادية وأمنية خاصة بها، مما يزيد من التحديات في تقديم الدعم. وأكدت الأمم المتحدة أن وكالاتها، بما في ذلك المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تواصل العمل على توفير الحماية والدعم للدول المضيفة وضمان تلبية احتياجات النازحين بكرامة.
يذكر أن النزاع في السودان، الذي اندلع في أبريل/نيسان 2023، أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية، وتسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث بات الملايين عرضة للمجاعة وانعدام الأمن وسط غياب أي بوادر لحل سياسي قريب.