
دعت وزيرات خارجية 17 دولة، من بينها كندا وألمانيا وأستراليا، حركة طالـ،ـبان إلى إلغاء القوانين والمراسيم التقييدية المفروضة على النساء والفتيات في أفغانستان، معربات عن قلقهن العميق إزاء ما وصفنه بـ”الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان”.
وجاءت هذه الدعوة في بيان مشترك عقب اجتماع استضافته وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في أوتاوا، حيث ناقشت الوزيرات الظروف المتدهورة التي تعيشها النساء الأفغانيات، مع التركيز على القيود التي فرضتها طالـ،ـبان، لا سيما في مجالات التعليم والعمل والحياة العامة.
وأدان البيان، الصادر السبت 15 فبراير/شباط، مرسوماً لطالـ،ـبان صدر في ديسمبر/كانون الأول 2024، حظر تعليم النساء في المجال الطبي، معتبرًا أنه يشكل تهديدًا مباشرًا لنظام الرعاية الصحية الهش في البلاد. وجاء في البيان: “إذا لم يتم التراجع عن هذا القرار، فسوف تفقد أفغانستان جيلاً من المتخصصات في الرعاية الصحية، مما يعرض صحة ورفاهية النساء والأطفال الأفغان للخطر في بلد يواجه أحد أعلى معدلات وفيات الأمهات في العالم”.
كما أعربت الوزيرات عن إدانتهن لحظر طالـ،ـبان المستمر على التعليم الثانوي والعالي للفتيات، ووصفن أفغانستان بأنها “الدولة الوحيدة في العالم التي لا تستطيع فيها النساء والفتيات الالتحاق بالمدارس الثانوية أو الجامعات”، مؤكدات أن هذا الحظر يمثل “مأساة شخصية لكل فتاة أفغانية وضربة جماعية للتنمية الاقتصادية والاستقرار في البلاد”.
وطالب البيان بإلغاء ما يسمى بـ”قوانين الأخلاق” التي فرضتها طالـ،ـبان، والتي قيدت بشدة حقوق النساء، مشيرًا إلى أن “هذه المراسيم تهدف إلى إسكات النساء الأفغانيات وحصرهن في منازلهن، ولا يمكن لأي دولة تسعى إلى محو المرأة من الحياة العامة أن تحقق السلام أو الاستقرار أو الازدهار”.
وأكدت الوزيرات دعمهن للآليات الدولية لمحاسبة طالـ،ـبان، بما في ذلك الجهود المبذولة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكذلك المساعي القانونية التي تقودها كندا وأستراليا وألمانيا وهولندا ضمن اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والتي تحظى الآن بدعم 25 دولة أخرى.
كما شدد البيان على ضرورة إشراك النساء الأفغانيات في أي مناقشات تتعلق بمستقبل البلاد، بما في ذلك عملية الدوحة التي تيسرها الأمم المتحدة. وجاء في البيان: “لقد أثبتت النساء الأفغانيات مرارًا أنهن لن يستسلمن في نضالهن من أجل حقوقهن، رغم القمع العنيف الذي تمارسه طالـ،ـبان، وعلينا ألا نتخلى عنهن”.
يذكر أن طالـ،ـبان، منذ عودتها إلى السلطة في أغسطس/آب 2021، فرضت سلسلة من القيود المشددة على النساء، شملت حظر التعليم والعمل في معظم القطاعات وإلزامهن بارتداء الحجاب الكامل. وفي عام 2024، تم تقنين هذه القيود في قانون مكون من أربعة فصول و35 مادة، وهو ما اعتبره منتقدون محاولة ممنهجة لتجريد النساء والفتيات الأفغانيات من حقوقهن الأساسية.