إعادة افتتاح جامع النوري الكبير ومئذنة الحدباء في الموصل بعد إعادة إعمار شاملة
شهدت مدينة الموصل، شمالي العراق، إعادة افتتاح جامع النوري الكبير ومئذنة الحدباء التاريخية، بعد عمليات إعادة إعمار استمرت لسنوات، في خطوة تهدف إلى إحياء أحد أبرز معالم المدينة التي تعود إلى أكثر من ثمانية قرون.
جاءت أعمال الترميم ضمن مشروع “إحياء روح الموصل” الذي تقوده منظمة اليونسكو بالشراكة مع هيئة الآثار والتراث العراقية، وبدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شمل المشروع أيضًا ترميم كنيستي الطاهرة والساعة، في إطار جهود إعادة إعمار المواقع التراثية التي تعرضت للدمار خلال السنوات الماضية.
ويتميز جامع النوري الكبير بأنه أول جامع في العالم يتم إعادة بنائه بهذه الطريقة، حيث تم إضافة أرضية زجاجية شفافة فوق أنقاض وآثار الجامع الأصلي، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 850 عامًا، وذلك لتمكين الزوار من مشاهدة البقايا الأثرية التي تم اكتشافها بعد رفع الأنقاض، مما يمنح الجامع بُعدًا تاريخيًا ومعماريًا فريدًا.
كما شمل المشروع إعادة بناء مئذنة الحدباء المائلة، التي تعد رمزًا تاريخيًا للموصل، حيث تم الاعتماد على الطراز المعماري الأصلي للحفاظ على هويتها التراثية، وذلك باستخدام مواد وتقنيات تعكس أسلوب البناء التقليدي الذي اشتهرت به المدينة على مر العصور.
ويُعد افتتاح جامع النوري الكبير ومئذنته خطوة محورية في إعادة الحياة الثقافية والدينية للموصل، خاصة أن الجامع يحمل أهمية تاريخية ودينية كبيرة لدى سكان المدينة، حيث كان شاهدًا على العديد من الأحداث التاريخية.
ويأمل المعنيون بالمشروع أن تسهم إعادة افتتاح الجامع والمئذنة في تعزيز جهود إعادة إعمار الموصل، وتشجيع عودة الزوار والسكان إلى المدينة، في ظل سعيها لاستعادة مكانتها كإحدى أهم الحواضر التاريخية في العراق.
