معهد أمريكي: الإسلام يظل قوة دافعة في السياسة الشرق أوسطية
![](https://shiawaves.com/arabic/wp-content/uploads/sites/3/2025/02/photo_2025-02-13_00-54-22-780x470.jpg)
أوضح معهد “كيو Cato” الأمريكي في تقريره الأخير أن الإسلام لا يزال يشكل القوة الدافعة الأبرز في السياسة الشرق أوسطية، رغم التغيرات المتسارعة التي يشهدها المشهد السياسي في المنطقة. وأشار التقرير إلى أن السؤال المحوري بعد الانتفاضات العربية عام 2011 هو كيفية تأثير هذه التغيرات على المنافسات بين القوى السياسية والدينية.
الكتاب الذي حمل عنوان “الإسلام وحكم الدولة: القوة الناعمة الدينية في دول الخليج العربية”، للباحث “جون هوفمان”، يعرض تحولاً كبيراً في المنطقة، حيث أشار إلى أن الموجة الجماهيرية التي اجتاحت الأنظمة الحاكمة جعلت التنافس على السلطة السياسية والدينية أكثر تعقيدًا وتأثيرًا. وقال هوفمان إن هذا التنافس لم يكن جديدًا بل كان يمتد منذ ظهور الإسلام، لكن التغيرات التي أعقبت انتفاضات 2011 أظهرت أن الأنظمة الحاكمة أصبحت أكثر حرصًا على تأكيد سلطتها خوفًا على شرعيتها.
في الخليج، بالتحديد، أصبح الربط بين الدين والسياسة أكثر تماسكًا، خاصة مع بروز مفهوم “الإسلام المعتدل” المدعوم من السعودية والإمارات، الذي يدعو إلى طاعة السلطة الدينية للسلطة السياسية، مما يقلل من الشرعية لأي منافس سياسي. وأكد هوفمان أن هذا المشروع أضحى أيضًا حليفًا للغرب، حيث يروج العديد من النخب السياسية في المنطقة لفكرة أن شعوب الشرق الأوسط ليست “مستعدة” للديمقراطية، وأن الإسلام غير متوافق مع نظم الحكم الديمقراطية، مما يتم استخدامه لتبرير الأنظمة الاستبدادية.
كما تناول التقرير تداعيات الحرب الأخيرة في غزة، حيث كشف عن الانقسامات الإقليمية التي تثيرها قوى إسلامية ترفع شعار التضامن مع الفلسطينيين، في وقت يزداد فيه السخط ضد السياسات الغربية، خصوصًا دعم الولايات المتحدة للحرب الإسرائـ،ـيلية ضد الفلسطينيين. وأوضح هوفمان أن هذا السخط يعزز من التشدد ويغذي الأيديولوجيات المتطرفة.
وفي ختام التقرير، أشار معهد “كيو Cato” إلى أن المستقبل يحمل المزيد من التحولات السياسية والإسلامية في المنطقة، مع تزايد التوترات. وبينما تواصل الحكومات الاستفادة من الدين لتأمين سلطتها، تستمر الأصوات المعارضة في تحدي الأنظمة القائمة، ما يعزز من حدة المنافسات على السلطة.