
رغم مرور أكثر من 30 عامًا على معاناتهم، لا يزال المسلمون النازحون في الشمال والشرق السريلانكي يعانون من التهميش والإقصاء، حيث يُعاملون كغرباء في وطنهم، محرومين من أبسط حقوقهم وسط تجاهل حكومي ورفض مجتمعي صارخ.
وأفاد تقرير استقصائي صدر مؤخراً أن معاناة المسلمين في سريلانكا لم تنتهِ رغم مرور 15 عامًا على انتهاء الحرب الأهلية التي دامت 26 عامًا، حيث تم تهجيرهم قسرًا وقتلوا بدم بارد على يد جماعة “نمور التاميل” المتطرفة، الذين ارتكبوا مجازر مروعة بحقهم بين تموز وأيلول من عام 1990، حيث قُتل أكثر من 300 مسلم داخل مساجدهم.
وبعد انتهاء الحرب، حاول بعض المسلمين العودة إلى ديارهم، إلا أنهم صُدموا بمواجهة من قبل “التاميل”، الذين وصفوهم بـ “الوافدين الجدد” وعرقلوا محاولات إعادة توطينهم، مبررين ذلك بتغيير التركيبة العرقية للمنطقة. هذا الاضطهاد لم يكن كافيًا، إذ قام الجيش السريلانكي بالاستيلاء على أراضيهم، ما تركهم بلا مأوى أو مصدر رزق.
رغم أن الحكومة السريلانكية قدمت مساعدات ضخمة لإعادة توطين التاميل، فإن المسلمين لم يحصلوا إلا على الفتات، حيث لم يُعترف بهم كنازحين داخليًا، ما حرمهم من أي دعم رسمي. ونتيجة لهذا التهميش، لا تزال 260 ألف أسرة مسلمة تعيش في مخيمات بائسة، بينما تمكنت 40 ألف أسرة فقط من العودة، وسط ظروف قاسية.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات ضد المسلمين تصاعدت بعد تفجيرات عيد الفصح عام 2019، حيث فرضت الحكومة قيودًا مشددة، منها حظر النقاب وإغلاق المدارس الإسلامية، وحرمان العائلات من دفن موتاها وفق الشريعة الإسلامية. كما هُدمت الأضرحة الدينية، واعتُقل 1820 مسلمًا تعسفيًا، وتم توجيه تهم بالإرهاب إلى 250 آخرين، في محاولة واضحة لخنق المجتمع المسلم في البلاد.