أفغانستان تواجه أزمة اقتصادية خانقة: طالبـ،ـان تعجز عن دفع رواتب الموظفين
![](https://shiawaves.com/arabic/wp-content/uploads/sites/3/2025/02/WhatsApp-Image-2025-02-06-at-5.55.57-PM-780x470.jpeg)
تواجه أفغانستان أزمة اقتصادية خانقة منذ سيطرة حركة طالبـ،ـان على البلاد عام 2021، وسط محاولات متكررة من الحركة لإنكار تفاقم الوضع. إلا أن المؤشرات الاقتصادية السلبية، وعلى رأسها التأخر في دفع رواتب موظفي الحكومة، تكشف عن حجم الأزمة التي تعصف بالبلاد.
وأكد موظفون حكوميون، في تصريحات تابعتها “وكالة أخبار الشيعة”، أنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهرين، دون تلقي أي تبريرات واضحة من مسؤولي الإدارات التابعة لطالبـ،ـان. وذكر أحد الموظفين: “كلما استفسرنا عن الرواتب، يُطلب منا الانتظار والتريث، دون تحديد موعد واضح للصرف”.
وتداولت وسائل إعلام محلية تسجيلات صوتية مسرّبة لمسؤولين في الأقسام المالية التابعة لطالبـ،ـان، تشير إلى تأخّر وزارة المالية في صرف رواتب الموظفين، رغم وعود الحركة بدفع الرواتب بشكل تدريجي وبالتناوب. وأفاد بعض الموظفين بأنهم تسلّموا راتب شهر واحد فقط، بينما ظلّ راتب الشهر الآخر معلقًا حتى الآن.
ويربط خبراء اقتصاديون تأخّر الرواتب بتجميد الإدارة الأمريكية الجديدة المساعدات المالية الدولية، بما في ذلك المخصصة لأفغانستان. فقد أدى القرار إلى توقف أكثر من 50 منظمة إغاثية عن العمل، ما زاد من معاناة آلاف الأسر التي تعتمد على المساعدات الإنسانية.
وأكّد المراقبون أنّ هذه الخطوة أثرت بشكل مباشر في موازنة الحكومة، خصوصاً وأن طالبـ،ـان تعتمد بشكل أساسي على إيرادات الضرائب المحلية بعد توقف الدعم الدولي.
وتزامن تأخير الرواتب مع انهيار العملة المحلية “الأفغاني” أمام الدولار الأمريكي، رغم محاولات طالبـ،ـان ضخّ ملايين الدولارات في سوق العملات لاستعادة استقرار سعر الصرف. إلا أنّ هذه الجهود باءت بالفشل، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل حاد وزيادة معاناة المواطنين.
ويشير الموظفون إلى أنّ البنوك الأفغانية تواجه أزمة سيولة حادة، إذ يُخصص البنك المركزي مبالغ محدودة يومياً للمعاملات المصرفية، لا تكفي لتلبية احتياجات المراجعين، ما انعكس على قدرة الحكومة في دفع الرواتب.
ورغم إعلان طالبـ،ـان عن نيتها دفع راتب شهر كانون الثاني/يناير تدريجياً، إلا أنّ الموظفين أعربوا عن قلقهم من استمرار الأزمة مستقبلاً، في ظل غياب مؤشرات على تحسن الأوضاع.
ويؤكد مراقبون أنّ استمرار الوضع الاقتصادي المتدهور، مقرونًا بنظام حكم يعاني من الفساد والتمييز، ينذر بتفاقم معاناة ملايين الأفغان الذين قاسوا ويلات الحروب لأكثر من أربعة عقود.