أخبارأفغانستانالعالم الاسلامي

تقارير حقوقية تكشف إجبار طالبـ،ـان للشيعة في أفغانستان على تغيير معتقداتهم بالقوة

كشفت تقارير حقوقية وإعلامية حديثة عن ضغوط متزايدة تمارسها حركة طالبـ،ـان على الأقلية الشيعية في أفغانستان، حيث أُجبر العشرات من سكان ولاية بدخشان في شمال شرق البلاد على تغيير معتقداتهم الدينية تحت التهديد.
وبحسب مصادر مطلعة، أجبرت طالبـ،ـان خلال الأشهر الماضية ما لا يقل عن 80 شخصًا من أتباع المذهب الشيعي على تغيير مذهبهم قسرًا، حيث أُرغموا على ترديد الشهادة، وهو إجراء يُستخدم عادة في حالات اعتناق الإسلام من ديانات أخرى.
وصرح مسؤول سابق في الحكومة الأفغانية من ولاية بدخشان، فضل عدم الكشف عن هويته، بأن حاكم طالبـ،ـان في منطقة نسي درواز، جمعه خان فاتح، أجبر أكثر من 50 رجلاً من الطائفة الشيعية الاثني عشرية على تغيير مذهبهم. وأوضح المسؤول أن هذه الضغوط لم تقتصر على الرجال فقط، بل شملت نساءً وأطفالًا.
وأضاف المصدر أن جمعه خان فاتح وصف أتباع المذهب الإسماعيلي في مناطق شغنان وأشكاشم وزيباك بأنهم “كفار”، مهددًا إياهم بضرورة تغيير مذهبهم أو مواجهة العواقب.
وتداولت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو تظهر مقاتلي طالبـ،ـان وهم يمْلون الشهادة على أشخاص تحت الإكراه. كما أشارت مصادر إلى قيام فاتح بجولات ليلية في القرى لإجبار السكان المحليين على تغيير معتقداتهم.
وفي منشورات تداولها عناصر من طالبـ،ـان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عبّروا عن “سعادتهم” بما وصفوه بـ”دعوة الناس إلى التوحيد”، في إشارة إلى إجبار الشيعة على تغيير مذهبهم.
وأكدت مصادر محلية أن حملة التغيير القسري بدأت منذ سيطرة طالبـ،ـان على الحكم، لكنها تفاقمت في الآونة الأخيرة مع محاولة الحركة صرف الأنظار عن الصراعات الداخلية. وأشار فياض الدين غياثي، دبلوماسي أفغاني سابق، إلى أن طالبـ،ـان تستخدم هذه الحملة كأداة دعائية للتغطية على انقساماتها الداخلية.
وتحدثت تقارير أخرى عن إنشاء طالبـ،ـان مدارس دينية جديدة في بدخشان، حيث أُجبر السكان المحليون على إرسال أطفالهم لتلقي تعليم ديني وفقًا لمعتقدات الحركة.
في سياق متصل، أعرب العديد من أتباع المذهب الشيعي عن قلقهم من هذه السياسات التي وصفوها بالقمعية، مشيرين إلى أنها لا تهدد معتقداتهم الدينية فحسب، بل تعمّق الانقسامات الاجتماعية والمذهبية.
وأورد تقرير حديث لوزارة الخارجية الأمريكية حول “الحرية الدينية في العالم” أن الأقليات الدينية في أفغانستان، وعلى رأسها الشيعة، تواجه تمييزًا وعنفًا ممنهجًا، وسط غياب أي جهود من طالبـ،ـان لحماية حقوقهم أو أماكن عبادتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى