أخبارأفريقياالإعلام الشيعي

رحيل عَلَمٍ من أعلام الولاء في مدغشقر.. المستبصر الشيخ محمد شعبان في ذمة الله تعالى

فقدت الساحة الشيعية في جمهورية مدغشقر عَلَماً من أعلامها البارزين، الشيخ محمد شعبان، الذي وافته المنية ليلة أمس الإثنين، بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحيات في سبيل قضايا التشيع وولاية أهل البيت عليهم السلام. كان الشيخ محمد شعبان رمزاً للتحول الروحي والفكري، حيث انتقل من زعامة المذهب الوهابي في بلاده إلى أن أصبح أحد أبرز المدافعين عن مذهب أهل البيت عليهم السلام، حاملاً لواء الحق بكل إخلاص وتفانٍ.
وكانت رحلة الشيخ محمد شعبان رحلة بحث عن الحقيقة، قادته من ظلمات الضلال إلى نور الهداية. فبعد أن كان من المؤسسين البارزين للمذهب الوهابي في مدغشقر، جاءته الفرصة لزيارة مدن النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وقم المقدسة، حيث التقى بالمرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله). وفي تلك اللقاءات المباركة، قدم له المرجع الشيرازي مجموعة من المؤلفات التي فتحت قلبه وعقله على نور ولاية أهل البيت عليهم السلام، فاستبصر واستضاء بنور الحقيقة، معلناً تشيعه بكل شجاعة وإيمان.
ومنذ تلك اللحظة الفاصلة، تغير مسار حياته تماماً. فبعد أن كان يُعرف باسم “إمام شعبان”، طلب منه المرجع الشيرازي تغيير اسمه إلى “الشيخ محمد شعبان”، فاستجاب بكل تواضع وإيمان، ليكون هذا الاسم الجديد بدايةً لحياة جديدة قضاها في خدمة مذهب أهل البيت عليهم السلام.
أصبح الشيخ محمد شعبان من كبار قادة الشيعة في مدغشقر، مدافعاً عن ولاية أهل البيت عليهم السلام بكل قوة وإخلاص، ولا سيما قضية السيدة الزهراء عليها السلام، التي كانت تحتل مكانة خاصة في قلبه وخطاباته. تحول الشيخ من “وهابي” إلى “غديري”، يحمل لواء الولاء والبراءة، لا يتردد في لعن أعداء أهل البيت عليهم السلام، ولا سيما أعداء السيدة الزهراء عليها السلام، بكل صراحة وشجاعة.
عُرف الشيخ محمد شعبان بقوته الروحية والفكرية، فكان معلماً ومدرساً، يبث علوم أهل البيت عليهم السلام في قلوب طلابه ومريديه، رغم كل الصعوبات والمحاولات التي بُذلت لمنعه من ذلك. إلا أنه ظل صامداً، مؤمناً برسالته، مخلصاً لولائه، حتى آخر لحظة في حياته.
رحل الشيخ محمد شعبان تاركاً وراءه إرثاً روحياً وفكرياً عظيماً، وفراغاً كبيراً في أوساط شيعة أهل البيت عليهم السلام في مدغشقر. فقد كان مقلداً للمرجع الشيرازي، ولا يُخفي ولاءه له، بل كان يعلنه بكل فخر واعتزاز، مؤكداً أنه شيرازي الهوى والولاء.
لقد كان رحيله صدمةً كبيرةً لأتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام في مدغشقر، الذين فقدوا بموته عَلَماً من أعلام الهداية والولاء. ولكنهم يبقون على يقين بأن سيرته العطرة ستظل نبراساً يضيء طريق المحبين والمتبعين لأهل البيت عليهم السلام.
رحم الله الشيخ محمد شعبان رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع من أحب، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى