![](https://shiawaves.com/arabic/wp-content/uploads/sites/3/2025/02/photo_2025-02-11_09-20-32.jpg)
صدرت حديثًا دراسة علمية تحمل طرحًا فكريًا عميقًا حول موقف المسلم من الأزمات والفضائح الأخلاقية، مستعرضةً إشكاليات حساسة تعصف بالمجتمعات الحديثة، ومقدّمةً رؤية إسلامية منهجية للتعامل مع هذه الأزمات.
الدراسة التي أعدها الباحث الإسلامي الأمريكي والخبير في الفقه المقارن د. حاتم الحاج، تناولت مفهوم الحذر والعدالة في مواجهة الأزمات الأخلاقية، محذرةً من مخاطر نشر الشائعات دون تحقق. وشدد الباحث على ضرورة التزام مبدأ “التحقق قبل الاتهام”، مستندًا إلى قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا” (الحجرات: 6)، وإلى الحديث النبوي: “كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ”.
وأوضحت الدراسة أهمية التفريق بين التحقق والاحتياط، متسائلةً عما إذا كان يجب انتظار حكم قضائي قبل التحذير من المفسدين، وكيف يمكن الموازنة بين مبدأ “لا يُزال الضرر بالضرر” وحماية المجتمع من المخاطر الأخلاقية؟
كما تطرقت إلى دور الأدلة والقرائن في الشريعة الإسلامية، مشيرةً إلى مواقف الأنبياء والأولياء الصالحين في الاستدلال بالقرائن، ومنها قصة النبي سليمان عليه السلام في تحديد الأم الحقيقية للطفل. وأوردت قاعدة فقهية تنص على أن “القرائن القوية يمكن أن تكون دليلًا يُعمل به عند الحاجة”، لا سيما في المسائل الأخلاقية والاجتماعية.
واختتمت الدراسة بدعوة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بشأن الأزمات الأخلاقية، مشددةً على أن مسؤولية مواجهتها تقع على عاتق الأفراد والمؤسسات الإسلامية. وأكدت على أهمية التحقق قبل نشر الأخبار، وتجنب الانسياق خلف العواطف أو المصالح الشخصية، لضمان تحقيق العدل وحماية القيم الأخلاقية في المجتمع.