أخبارأوروباالعالم

وسط جدل سياسي واجتماعي.. مدرسة إيطالية تسمح للطالبات المسلمات بارتداء النقاب

أثارت مدرسة ساندرو بيرتيني الثانوية في مدينة مونفالكوني الإيطالية جدلاً واسعًا بعد قرارها السماح للطالبات المسلمات بارتداء النقاب داخل الفصول الدراسية. جاء هذا القرار بعد إعلان مديرة المدرسة، كارميلا بيراينو، التي أكدت أن الهدف من السماح بارتداء النقاب هو تشجيع الطالبات المسلمات على مواصلة دراستهن. وأشارت إلى أن ارتداء النقاب هو خيار شخصي ولا يؤثر على باقي أفراد المجتمع المدرسي، موضحة أن الطلاب أبدوا تفهمًا للموقف واعتبروا الأمر “مسألة ثقافية”.
وأكدت بيراينو أن المدرسة تتبع إجراءات صارمة للتحقق من هوية الطالبات اللاتي يرتدين النقاب، حيث يتم توقيفهن في غرفة منعزلة لرفع الحجاب أمام ممثلة عن إدارة المدرسة قبل دخول الفصل. كما أوضحت أنه يتم إعفاء الطالبات من بعض الأنشطة الرياضية، مثل الجري، واستبدالها بأنشطة أخرى مثل رياضة الريشة.
إلا أن القرار لاقى ردود فعل مثيرة للجدل في الساحة السياسية الإيطالية. حيث أعلن السيناتور ماركو دروستو، أمين عام رابطة فريولي فينيتسيا جوليا، عن تقديم مشروع قانون لحظر ارتداء الزي الإسلامي في الأماكن العامة، بدءًا من المدارس. ووصف ارتداء النقاب بأنه “إنكار لكرامة المرأة”، مؤكدًا أن الدستور الإيطالي يكفل حقوق المرأة وكرامتها. وحظي هذا الموقف بدعم من حزب فورزا إيطاليا، حيث صرح المستشار الإقليمي روبرتو نوفيلي بأن “النقاب في المدرسة لا يتوافق مع ثقافتنا”.
من جهة أخرى، دافع روبرتو موغناي، نائب رئيس نقابة مديري المدارس، عن قرار المديرة بيراينو، مؤكدًا أن المدرسة يجب أن تكون مكانًا لتعزيز احترام الاختلافات الثقافية. وأشار إلى أن “الخطر الحقيقي يكمن في تعزيز التحيُّز وعدم الثقة بين الطلاب تجاه زملائهم من خلفيات مختلفة”.
وتواصل الجدل في إقليم لومبارديا، حيث يناقش المجلس الإقليمي اقتراحين: أحدهما يدعو إلى حظر النقاب في الأماكن العامة والمدارس، بينما يؤكد الآخر على حرية الفرد في الملبس مع احترام المعتقدات الشخصية. وانتقد زعيم الحزب الديمقراطي في لومبارديا، بييرفرانشيسكو ماجورينو، الاقتراح الأول، داعيًا إلى التركيز على القضايا الأكثر إلحاحًا مثل الصحة العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى