تراجع تمثيل المسلمين في دلهي بعد فوز كاسح لحزب باهاراتيا جاناتا

في مفاجأة سياسية مدوية، عاد حزب “باهاراتيا جاناتا” القومي الهندوسي إلى السلطة في دلهي بعد 27 عامًا من الغياب، محققًا فوزًا ساحقًا في انتخابات جمعية دلهي التشريعية لعام 2025، حيث حصل على 48 مقعدًا من أصل 70. ويأتي هذا الانتصار على حساب حزب “عام آدمي” الذي تعرض لتراجع كبير مكتفيًا بـ22 مقعدًا، فاقدًا نحو 10% من حصته الانتخابية.
ووسط هذا الزلزال السياسي، انخفض تمثيل المسلمين في الجمعية التشريعية من خمسة مقاعد إلى أربعة فقط، مما أثار مخاوف حول تهميش المسلمين في المشهد السياسي بالعاصمة. وقد فاز بالمقاعد الأربعة كل من عمران حسين عن ولاية باليمران، وعالي محمد إقبال عن ماتيا محل، وأمانة الله خان عن أوخلا، وشودري زبير أحمد عن سيلامبور.
وأثار هذا التراجع تساؤلات حول مستقبل التمثيل السياسي للمسلمين في ظل الهيمنة المتزايدة لحزب “باهاراتيا جاناتا”، الذي يعتمد خطابًا قوميًّا هندوسيًّا غالبًا ما يثير جدلًا حول حقوق الأقليات الدينية.
ورغم الخسائر الكبيرة لحزب “عام آدمي”، سجل بعض مرشحيه انتصارات فردية لافتة، حيث حقق عالي محمد إقبال أكبر فارق فوز بلغ 42,724 صوتًا في ولاية ماتيا محل، بينما حل زبير أحمد ثانيًا بفارق 42,477 صوتًا عن ولاية سيلامبور.
لكن هذه الانتصارات لم تكن كافية لإنقاذ الحزب من انهيار كبير أمام الزحف الانتخابي لحزب “باهاراتيا جاناتا”، الذي يعيد تشكيل الخارطة السياسية للعاصمة الهندية.
ويرى مراقبون أن صعود “باهاراتيا جاناتا” والتراجع الواضح في تمثيل المسلمين قد يمثل بداية تحول جذري في المشهد السياسي لدلهي، ما يضع تساؤلات حول مستقبل الأحزاب المدنية المتعددة الأديان وقدرتها على الصمود أمام الهيمنة القومية الهندوسية المتصاعدة.