![](https://shiawaves.com/arabic/wp-content/uploads/sites/3/2025/02/photo_2025-02-09_10-54-48-780x470.jpg)
تقف زقورة عقرقوف شامخة منذ أكثر من 3400 عام، شاهدة على عظمة الحضارة السومرية وتاريخ وادي الرافدين، لكنها تواجه اليوم تهديدات خطيرة بفعل التغيرات المناخية والإهمال. تقع الزقورة في منطقة أبو غريب غربي العاصمة بغداد، حيث كانت عاصمة للكيشيين في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
![](https://shiawaves.com/arabic/wp-content/uploads/sites/3/2025/02/image-114-1024x568.png)
وشهدت الزقورة تقلصاً في ارتفاعها من 71 متراً في أوج مجدها إلى 57 متراً فقط حالياً، ما يثير قلق الخبراء من احتمال تعرضها لانهيارات مستقبلية إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة لحمايتها.
أوضح المنقب الأثري جنيد عامر حميد أن الزقورة كانت مركزاً تجارياً مهماً، تمر بها قوافل التجارة عبر الطرق القديمة. كما أشار إلى أنها كانت وجهة للنزهة للعائلات البغدادية في أوقات العطل.
وأضاف حميد: “تم بناء متحف صغير قرب الزقورة عام 1960 لخدمة الزوار، لكنه يعاني من الإهمال حالياً، مما أثر على أعداد السائحين”.
![](https://shiawaves.com/arabic/wp-content/uploads/sites/3/2025/02/image-115-1024x569.png)
وزار الزقورة لأول مرة في عام 1837 عالم الآثار فرانسيس راودون تشيسيني. كما أجريت عمليات تنقيب بين عامي 1942 و1945 بقيادة طه باقر وسيتون لويد، أسفرت عن اكتشاف أكثر من 100 لوح مسماري. وفي السبعينيات، نُفذ مشروع لإعادة بناء الزقورة والمعابد المجاورة.
ويؤكد خبير الآثار عامر عبد الرزاق أن التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير على المواقع الأثرية في العراق، خصوصاً المبنية من الطين واللبن، حيث تسببت الأمطار والرطوبة في تآكل هيكل الزقورة.
![](https://shiawaves.com/arabic/wp-content/uploads/sites/3/2025/02/image-116-1024x567.png)
واقترح عبد الرزاق إنشاء سقيفة عملاقة أو صندوق زجاجي لحماية الزقورة من العوامل البيئية.
السائحة الفلسطينية لما الحوراني، التي زارت الزقورة مؤخراً، عبّرت عن إعجابها بطريقة بنائها الفريدة لكنها انتقدت الإهمال الذي تعاني منه. وقالت الحوراني: “عدم الاهتمام بالمواقع التراثية إساءة لتاريخ العراق العريق”، مشددة على ضرورة تطوير البنية التحتية لجذب السياح.
ورغم وضع خطط لإعادة تأهيل الزقورة في 2008 وتنفيذ عمليات صيانة في 2013 ضمن مشروع “بغداد عاصمة الثقافة العربية”، لم تشهد الزقورة مشاريع ترميم جديدة منذ ذلك الحين، ما يجعلها عرضة لمزيد من التدهور.
تمثل زقورة عقرقوف تحفة معمارية فريدة تعكس عظمة الحضارات القديمة في بلاد الرافدين، لكنها بحاجة ماسة إلى جهود حقيقية للحفاظ عليها وحمايتها من خطر الاندثار.
![](https://shiawaves.com/arabic/wp-content/uploads/sites/3/2025/02/image-117-1024x567.png)