أخبارالعالم الاسلاميالعراق

إعادة افتتاح جامع النوري الكبير ومئذنته الحدباء: الموصل تنفض غبار الحرب وتستعيد معالمها الأثرية

تستعد مدينة الموصل لإعادة افتتاح جامع النوري الكبير ومئذنته الحدباء خلال الأسابيع المقبلة، في احتفالية رمزية تُعلن عودة الحياة إلى قلب المدينة القديمة التي دمرها تنظيم داعش قبل سنوات.
المئذنة الحدباء، التي تعدّ رمزًا لهوية الموصل وتاريخها، تعود من جديد ضمن مشروع ترميم دولي تقوده منظمة اليونسكو بالتعاون مع هيئة التراث العراقي، بتمويل دولي، لإحياء المعالم التاريخية التي تعرّضت للدمار خلال سنوات الحرب.
المشروع لم يكن مجرد إعادة بناء هيكل معماري، بل هو جهد للحفاظ على ذاكرة المدينة. وأوضح رويد العلايلة، مدير مجلس الدولة للآثار والتراث، أن استخدام مواد أصلية وتقنيات تقليدية كان ضروريًا للحفاظ على الطابع التاريخي للمئذنة، وضمان بقائها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وأشار العلايلة إلى التحديات الكبيرة التي واجهها المهندسون، بدءًا من استخراج المواد الأصلية من تحت الأنقاض، وصولًا إلى إعادة دمجها بدقة في الهيكل الجديد. وأكد أن التصميم الجديد يعكس جوهر المئذنة الأصلية، ليبدو وكأنها لم تهدم قط.
وخلال زيارتها للموصل، وصفت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي المشروع بأنه “تحدٍ غير مسبوق”، موضحة أن 80% من المدينة القديمة كانت مدمرة بالكامل عند بدء أعمال الترميم في عام 2018.
وأضافت أزولاي أن فرق العمل عندما وصلت إلى الموقع واجهت “حقلًا من الأنقاض”، ما جعل المهمة شاقة لكنها ضرورية لإحياء روح المدينة ومجتمعها.
إلى جانب جامع النوري ومئذنته، تشمل جهود إعادة الإعمار المعالم المسيحية التي طالتها يد الدمار خلال فترة سيطرة د1عش، ومن أبرزها كنيسة الطاهرة التي يعود تاريخها إلى عام 1862.
الكنيسة، التي دُمّر سقفها وأروقتها أثناء الحرب، تشهد الآن عملية إعادة بناء شاملة. وصرّح مار بندكتوس يونان حنو، رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك، بأن إعادة إعمار الكنائس لا تهدف فقط إلى ترميم الجدران، بل إلى إحياء ذاكرة المجتمع.
وقال: “عندما يدخل مسيحيو الموصل إلى هذه الكنيسة، يتذكرون مكان تعميدهم وصلواتهم، وهذا يمنحهم حافزًا للعودة إلى ديارهم”.
بهذا المشروع، تُعيد الموصل بناء معالمها الأثرية، ليس فقط كحجر وطوب، بل كرمز لنهضتها واستعادتها لروحها وتاريخها العريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى