شبكة “ABC” الأسترالية: الجامعات العالمية تستلهم تقاليد أكاديمية من الحضارة الإسلامية
أكدت شبكة “ABC” الإخبارية الأسترالية أن تقليد ارتداء العباءات السوداء والقبعات المربعة في حفلات التخرج الجامعية حول العالم يعود إلى تقليد إسلامي عريق، مستوحى من المعلمين المسلمين الأوائل.
وأوضحت الشبكة في مقال افتتاحي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، أن “القبعة المربعة التي يرتديها الخريجون كانت رمزًا لوضع القرآن الكريم فوقها، إشارة إلى أن المعرفة الإلهية تسمو على المعرفة البشرية، كما تجسدها الآية الكريمة: (وفوق كل ذي علم عليم).”
وأشار المقال إلى أن الكثيرين قد يُفاجَؤون حين يعلمون أن أقدم جامعة في العالم لم تكن “هارفارد” أو “أكسفورد”، بل جامعة “الزيتونة” في تونس التي تأسست في مطلع القرن السابع، تلتها جامعة “القرويين” في المغرب، التي أسستها العالمة المسلمة “فاطمة الفهرية” في القرن الثامن.
وأضافت الشبكة أن هذه الإنجازات الرائدة تكسر الصور النمطية حول الإسلام، مؤكدةً دوره المحوري في ترسيخ التعليم الأكاديمي للبشرية.
وتابعت أن الغرب بدأ تدريجيًا بالاعتراف بدَينِه للحضارة الإسلامية، مشيرة إلى تصريحات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون الذي استشهد بمساهمات ابن خلدون ونظريته حول الضرائب وتأثيرها الاقتصادي.
وأبرز التقرير أن البحث العلمي في الحضارة الإسلامية لم يكن مجرد سعي أكاديمي، بل واجبًا أخلاقيًا يمارس بعناية وضمير، بهدف خدمة البشرية دون تجاوز المبادئ الأخلاقية. وأشارت الشبكة إلى “بيت الحكمة” في بغداد، الذي جمع علماء من مختلف الديانات لترجمة ونشر المعارف في مشروع كان يُموَّل بالذهب تقديرًا لقيمة العلم.
وأوضحت الشبكة أن الإسلام وضع حدودًا أخلاقية صارمة للأبحاث العلمية، مستشهدة برفض ابن سينا تحضير وصفة للسم رغم قدرته على ذلك، إدراكًا منه لمسؤوليته الأخلاقية.
واختتمت الشبكة تقريرها بالتأكيد على أن العالم اليوم، في ظل تداخل المعرفة بالمصالح، يحتاج إلى إحياء الفلسفة الإسلامية في التعليم، حيث لا يكون العلم مجرد وسيلة للترقي الأكاديمي، بل أداة لخدمة الإنسانية ونشر العدل والسلام.