بعد ردود الفعل الغاضبة.. ماليزيا تتراجع عن إصدار إرشادات بشأن حضور المسلمين للفعاليات غير الإسلامية

كوالالمبور- أعلنت الحكومة الماليزية تراجعها عن قرارها بإصدار إرشادات تنظيمية لحضور المسلمين الفعاليات غير الإسلامية، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من الإعلان عنها، مما أثار ردود فعل متباينة بين السياسيين والجماعات الدينية.
واستمر الجدل حول القضية، حيث أصدر سلطان سيلانجور، شرف الدين إدريس شاه، بيانًا يوم أمس السبت أعرب فيه عن معارضته الشديدة لمثل هذه الإرشادات، خاصة في ولايته، معتبرًا أن التوقيت غير مناسب، إذ يسعى الماليزيون إلى تعزيز التفاهم بين المجموعات العرقية والدينية من أجل تقوية الوحدة الوطنية.
وقال السلطان، وفق ما نقلته صحيفة Malay Mail:
“الجدل حول هذه المسألة تسبب في قلق عام وقد يهدد الانسجام القائم منذ فترة طويلة.”
وفي مؤتمر صحفي يوم الجمعة، أعلن رئيس الوزراء أنور إبراهيم أن الحكومة ألغت الاقتراح، مشيرًا إلى أنه غير ضروري وقد يثير القلق بين المواطنين.
وأضاف أنور، وفق ما نقلته Free Malaysia Today:
“لا أعتقد أن هناك حاجة لمثل هذه الإرشادات، فالمسلمون يعرفون تعاليم دينهم. هذه الأمور طبيعية، ولا يجب أن نعقدها أو نثير القلق في المجتمع. هذا ما قرره مجلس الوزراء.”
وكان وزير الشؤون الدينية، محيي الدين مختار، قد صرّح في البرلمان يوم الثلاثاء بأن إدارة التنمية الإسلامية الماليزية (JAKIM) كانت بصدد وضع إرشادات تفصيلية حول حضور المسلمين للفعاليات أو الاحتفالات غير الإسلامية.
وأشار الوزير إلى أن هذه الإرشادات كانت ذات طابع استشاري وتهدف إلى تعزيز الانسجام الاجتماعي والثقافي في المجتمع الماليزي المتعدد الأديان، لكن الإعلان عنها واجه انتقادات واسعة من سياسيين وجماعات دينية، في حين دافع آخرون عن الخطوة باعتبارها ضرورية للحفاظ على العقيدة الإسلامية ومكانة الإسلام كدين رسمي للدولة.