مدينة مصطفى آباد الهندية ذات الأغلبية المسلمة تفجّر مفاجأة انتخابية
في مشهد انتخابي لم تشهده العاصمة الهندية منذ أكثر من عقد، سجلت انتخابات الجمعية التشريعية في دلهي لعام 2025 أدنى نسبة مشاركة منذ عام 2008، ما أثار تساؤلات عميقة حول تراجع الحماس الانتخابي لدى الناخبين.
غير أن مدينة مصطفى آباد، التي تعد معقلًا للأغلبية المسلمة في شمال شرق دلهي، فجّرت مفاجأة مدوية بتسجيلها أعلى نسبة إقبال بلغت 69%، متجاوزة جميع المناطق الأخرى في العاصمة. جاء ذلك وسط أجواء انتخابية احتفالية عمت شوارع المدينة، على عكس الأحياء الراقية والمناطق الحضرية التي بدت وكأنها في حالة عزوف جماعي عن المشاركة.
في المقابل، سجلت دوائر مثل “مهراولي” نسبة إقبال متدنية بلغت 53%، رغم الحملات التوعوية المكثفة التي نظمتها السلطات الانتخابية. وشملت هذه الحملات عروضًا مسرحية، ورسائل نصية، وإعلانات في وسائل النقل العامة، وحتى ملصقات توعوية على فواتير الكهرباء والمياه، إلا أن النتائج لم ترتقِ إلى التوقعات.
مسؤول انتخابي صرّح بأن “حتى التصويت الحاصل في منتصف الأسبوع لم يوقف نزيف العزوف الحضري عن الانتخابات”، ما يعكس أزمة ديمقراطية حقيقية في العاصمة.
ويرى محللون أن مصطفى آباد قدمت نموذجًا استثنائيًا للتفاعل الانتخابي، مما يثير تساؤلات حول أسباب تراجع المشاركة في المناطق الأخرى. فهل يعكس هذا الفارق فقدان الثقة بالعملية الديمقراطية؟ أم أن الناخبين في المناطق الحضرية باتوا لا يرون جدوى من أصواتهم؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بالكشف عن تداعيات هذه الانتخابات غير المسبوقة على المشهد السياسي في العاصمة الهندية.