أخبارالعالم الاسلاميباكستان

تقارير دولية: “باراتشينار”.. معاناة مستمرة للشيعة وسط تجاهل حكومي في باكستان

وسط الجبال الوعرة في منطقة “كورام”، تبرز بلدة “باراتشينار” كشاهد حي على مأساة المسلمين الشيعة في باكستان، الذين يعانون من موجات عنف متكررة دون حماية حقيقية من السلطات.
ووفقًا لتقارير دولية، تحوّلت “باراتشينار” على مدى عقود إلى ساحة دموية بفعل هجمات متكررة تشنها جماعات متطرفة تستهدف السكان الشيعة، حيث باتت التفجيرات الانتحارية وعمليات القتل الممنهج جزءًا من واقعهم اليومي.
أحدث تلك الهجمات وقع في 21 كانون الثاني الماضي، عندما استهدف انفجار مروع مسجدًا أثناء صلاة الفجر، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 50 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح خطيرة. رغم بشاعة الجريمة، اكتفت السلطات بإصدار تصريحات تقليدية دون اتخاذ خطوات عملية لملاحقة الجناة أو تعزيز الأمن في المنطقة.
ويؤكد مراقبون أن ما يحدث في “باراتشينار” يعكس تصاعدًا في الأيديولوجيات المتطرفة التي تتبناها جماعات تكفيرية، بعضها مدعوم من قوى إقليمية. ورغم تزايد الهجمات الطائفية، لا تزال الدولة الباكستانية عاجزة أو غير راغبة في التصدي لهذه الجماعات.
التقارير أشارت إلى سقوط أكثر من 1000 شهيد في هجمات طائفية بين عامي 2014 و2024 في منطقة “كورام”، مع تصاعد ملحوظ خلال العام الأخير فقط. إلى جانب العنف الجسدي، يعاني الشيعة من إقصاء سياسي واجتماعي، وضعف تمثيلهم في الحكومة، وتجاهل مطالبهم الأمنية.
ويحذر مراقبون من أن استمرار العنف دون رادع يشكل تهديدًا لاستقرار باكستان ومستقبلها كدولة تدّعي حماية حقوق جميع مواطنيها. وفي ظل غياب أي تحرك جاد من الحكومة، يبقى سكان “باراتشينار” يواجهون مصيرهم وحدهم، رهائن للخوف والاضطهاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى