فرنسا: تهديد بإغلاق المدارس الإسلامية يهدد مستقبل المئات من الطلاب
تواجه مدرسة “الكندي” الإسلامية الخاصة في ضواحي مدينة ليون الفرنسية خطر الإغلاق، بعد قرار السلطات إنهاء عقدها وسحب الدعم المالي الحكومي الذي تجاوز 1.5 مليون يورو. القرار الذي أُعلن في يناير الماضي يعرض مستقبل أكثر من 600 طالب للخطر، ويهدد وظائف نحو 30 مدرسًا في المدرسة التي تأسست عام 2007.
وبررت عمدة المنطقة، فابيان بوتشيو، هذا القرار بتقرير تفتيشي أشار إلى “إخفاقات تعليمية وإدارية وهجمات على قيم الجمهورية”. وزُعم العثور على كتابين “يُروجان للعنف” في مكتبة المدرسة، إلى جانب اتهامات بممارسات تمييزية تجاه الطالبات وملاحظات مثيرة للجدل من أحد المدرسين على منصة يوتيوب.
وفي تصريحاته لوسائل الإعلام، اعتبر حكيم شيرجوي، محامي المدرسة وأحد مؤسسيها، أن القرار يعكس “سياسة تعسفية ضد المسلمين” تحت غطاء تربوي، محذرًا من “عنف كبير ضد مسلمي فرنسا”.
وأشارت إدارة المدرسة إلى أنها ستتخذ إجراءات قانونية للطعن في القرار، مؤكدة أن معظم المخالفات المذكورة تم تصحيحها بالفعل.
من جانبه، انتقد مجلس المساجد في منطقة ليون التمييز في التعامل بين المؤسسات التعليمية، مشيرًا إلى أن مدارس كاثوليكية، رغم تقارير سلبية بحقها، لم تتعرض للإجراءات نفسها.
ويحذر مراقبون من أن الإغلاق المحتمل لمدرسة “الكندي”، كما حدث مع مدرسة “أفيرويس” سابقًا، يعكس نهجًا يشجع “سياسة الشك تجاه الإسلام” في فرنسا، ويهدد بزيادة اعتماد الأسر المسلمة على التعليم السري.
وفي ظل هذه الظروف، أطلقت إدارة “الكندي” حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت لدعم استمرارها، حيث جمعت حتى الآن أكثر من 255 ألف يورو.
يذكر أن الاتحاد الوطني للتعليم الإسلامي الخاص أكد أن المدارس الإسلامية تتعرض لتفتيشات مكثفة مقارنة بنظيراتها الكاثوليكية، ما يعكس سياسة تضييق تجاه التعليم الإسلامي في البلاد، رغم كونه الدين الثاني بعد الكاثوليكية.