أكّدت صحيفة “مونينغ كول Morning Call” اليومية الأمريكية، أنه في الوقت الذي يحمل فيه شهر شباط برودته المعتادة على أجواء الولايات المتحدة، إلا أنه يشعّ دفئًا روحانيًا بذكرى ميلاد ثلاث شخصيات إسلامية عظيمة، تركت بصماتها على الإنسانية بقيمها الرفيعة وتضحياتها الخالدة.
وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إنه في الأسبوع الأول من شهر شعبان، الذي يتزامن هذا العام مع بداية شهر شباط، يحتفي المسلمون بذكرى ميلاد الإمام الحسين، وأخيه العباس، ونجله الإمام علي السجاد “سلام الله عليهم أجمعين”، والذين جسّدوا أسمى معاني التضحية والعدل والإيثار.
وأوضح المقال أنه لم يكن اجتماع هذه الشخصيات في ميلادها مصادفة، بل اجتمعت أيضًا في معركة كربلاء الخالدة عام 680 م، حيث استشهد الإمام الحسين وأخوه العباس دفاعًا عن المبادئ التي آمنوا بها، واللذان لا تزال قببهم الذهبية تضيء سماء كربلاء، شاهدةً على إرثهم الممتد عبر العصور.
وأشادت الصحيفة التي تتخذ من ولاية “بنسلفانيا” الأمريكية مقراً لها، بأبي الفضل العباس، الذي وصفته بـ “فارس العطاء ونكران الذات”، حيث اختار أن يروي عطش أطفال معسكر أخيه الحسين، قبل عطشه، فاندفع نحو نهر الفرات ليجلب الماء، إلا أنه استشهد قبل أن يصل إليهم، لتبقى قصته رمزًا للتضحية والإيثار.
أما الإمام علي السجاد، فقد حمل راية الإصلاح بعد فاجعة كربلاء، ناشرًا القيم الروحية والاجتماعية عبر كلماته الخالدة في “الصحيفة السجادية” و”رسالة الحقوق”، واللتان لا تزالان منارات تهتدي بها الأجيال حتى وقتنا هذا.
وبيّنت الصحيفة الصادرة منذ عام 1883، أن الإمام الحسين (عليه السلام) كان هو الآخر، مثالًا في الإنسانية والتواضع، فلم يكن يفرق بين الناس على أساس العرق أو المكانة الاجتماعية، مستشهدةً بإحدى القصص المروية عنه حينما جلس مع مجموعة من الفقراء يتناولون طعامهم البسيط، فقبل دعوتهم بتواضع، ثم دعاهم لاحقًا إلى منزله ليردّ الكرم بمثله.
واختتمت صحيفة “مونينغ كول Morning Call” مقالها بالتأكيد على أنه بين الاحتفاء والاقتداء، يكمن جوهر إحياء ذكرى هؤلاء العظماء، فهم ليسوا مجرد شخصيات خلدها التاريخ وحسب، وإنما مبادئ حيّة يمكنها أن تغيّر واقعنا إن طبقناها في حياتنا اليومية، لذا فلا يمكن أن يكون الاحتفاء بهم مجرد استذكار مآثرهم، وإنما الالتزام بالسير على دربهم، كي يبقى النور الذي أضاءوه مشعًا في القلوب والعقول.