
ذكر موقع “كونتر كارينتس Counter Currents” البحثي الدولي أن مفهوم الشرك في الإسلام لم يعد محصورًا بعبادة الأصنام أو الشركاء لله، بل أصبح في بُعده الحديث منظومة اجتماعية وسياسية ترتكز على القمع والتمييز والاستغلال، حيث تحل إرادة البشر محل العدل الإلهي.
وأوضح الموقع أن الأشكال الحديثة للشرك تتجسد في الأنظمة السياسية والاقتصادية التي تفرض الولاء المطلق للقوة والمال والسلطة، تمامًا كما كان فرعون يطالب بالولاء في العصور القديمة. وبدلًا من الأصنام الذهبية، أصبحت المؤسسات المالية وأنظمة الحكم “أصنامًا حديثة” تستحوذ على حياة الملايين، مع ترسيخ الفوارق الطبقية والجندرية والعرقية.
وأشار المقال إلى تحذير القرآن الكريم من اتباع الأحبار والرهبان كـ”أرباب من دون الله”، وهو دعوة لعدم منح المؤسسات الدينية سلطة مطلقة دون نقد أو مراجعة. ويرى الموقع أن التمسك بهذا التحذير اليوم يعني تحديث الفكر الإسلامي ومساءلة القوانين الفقهية التي قد تعزز التراتبيات الظالمة.
وأكد المقال أن التوحيد في الإسلام ليس مجرد إيمان نظري، بل دعوة لثورة فكرية واجتماعية تحرر الإنسان من الاستبداد السياسي، الاقتصادي، والفكري. فالقرآن الكريم يدعو إلى إقامة نظام اجتماعي قائم على العدل والمساواة، مما يجعل التوحيد بوصلة للتحرر لا مجرد عقيدة جامدة.
واختتم الموقع تحليله بالتأكيد على أن الشرك يمثل معركة مستمرة ضد كل أشكال الظلم والاستغلال، داعيًا إلى ثورة فكرية تعيد بناء المجتمعات على أسس العدل الإلهي.