
لندن – حذّرت صحيفة “تلغراف” البريطانية الشهيرة في مقال افتتاحي من تفجر “أزمة أخلاقية” عميقة في قلب بريطانيا الحديثة تهدد أركان المجتمع المحلي، مشيرة إلى خطر تضليل الرأي العام من خلال التركيز على الإسلام في جرائم الاستغلال الجنسي.
ونقلت وكالة “أخبار الشيعة” ترجمة للمقال الذي تساءل فيه المؤرخ والصحفي البريطاني “تيم ستانلي” عن منطقية ربط جرائم فردية بالإسلام، مشيرًا إلى أن “عندما تم الكشف عن شبكة من 51 مغتصبًا في فرنسا، لم يُتحدث عن الدين بل أُلقي اللوم على الانحلال الأخلاقي والإباحية”، معتبرًا أن “الاعتداء الجنسي ليس مشكلة دينية، بل كارثة إنسانية متجذرة في الطبيعة البشرية المنحرفة”.
وأكد ستانلي أن “تركيز الإعلام البريطاني على الإسلام في فضائح عصابات الاستغلال الجنسي يُبعد الأنظار عن المجرمين الحقيقيين، الذين استفادوا من حالة الانحلال الأخلاقي السائدة في المجتمع الغربي”.
وأضاف المقال أن المجتمع البريطاني يعاني من أزمة قيم واضحة، إذ “فيما يظهر المسلمون مواقف أخلاقية صلبة تجاه قضايا مثل القتل الرحيم والقضايا السياسية الكبرى، يبدو المجتمع البريطاني غارقًا في الضياع الأخلاقي، مما يثير تساؤلات حول مصير القيم التي تباهت بها الحضارة الغربية”.
وأشار الكاتب إلى أن “بريطانيا اليوم باتت شبحًا لدولة كانت يومًا منارة للقانون والنظام، حيث يتجول المجرمون بحرية بينما يغضّ المسؤولون الطرف عن الفظائع تحت ستار (التسامح الثقافي)”.
وفي ختام المقال، حذر ستانلي من أن استمرار هذا النهج سيجعل الجرائم الوحشية “جزءًا من الحياة اليومية”، مطالبًا بضرورة استعادة التوازن الأخلاقي وإعادة الاعتبار لمفهوم العدالة، بعيدًا عن الأحكام المسبقة تجاه الإسلام أو أي مجموعة دينية أخرى.