أخبارأمريكاالعالم

النساء المسلمات: إرث عريق من العطاء والعمل الخيري يمتد عبر التاريخ

ذكرت مؤسسة “وسكونسن مسلم Wisconsin Muslim” الإسلامية الامريكية أنه في عالم يشهد تطورات متسارعة، يظل العطاء والعمل الخيري أحد أهم ركائز المجتمعات المزدهرة، حيث كانت النساء المسلمات عبر التاريخ في طليعة المحسنين الذين سخّروا ثرواتهم لدعم قضايا مجتمعاتهم.
وقالت المؤسسة في مقال افتتاحي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إنه ومن منظور تاريخي، كانت السيدة خديجة بنت خويلد “رضي الله عنها” نموذجًا رائدًا للاستقلال المالي، إذ لم تكتفِ ببناء إمبراطورية تجارية ناجحة، بل وظّفت ثروتها بسخاء لتمويل الدعوة الإسلامية الناشئة، فوفرت الموارد للمضطهدين وساعدت في إرساء دعائم المجتمع الإسلامي.
وأضاف المقال أنه وعلى الرغم من الحياة المتواضعة التي عاشتها، لم تتوانَ السيدة فاطمة بنت محمد “صلوات الله عليهما” عن تقديم الدعم للفقراء، وخاصة أهل الصُفّة، الذين كانوا مثالًا على تكريس الحياة لتحصيل العلم ونشره، فكان عطاؤها المستمر شاهدًا على أن العمل الخيري لا يتطلب ثراءً فاحشًا، بل قلبًا عامرًا بالعطاء.
أما رفيدة الأسلمية “رضي الله عنها”، فقد أسست أول مستشفى ميداني في الإسلام، ممهدةً الطريق للخدمات الطبية الخيرية التي لا تزال تؤثر في المجتمعات حتى اليوم، حيث كانت الرائدة في تقديم الرعاية الصحية المجانية، ما يبرهن على أن العمل الخيري يتجاوز الدعم المالي ليشمل توفير الخدمات الأساسية.
ولم يقتصر هذا الإرث على العصر الإسلامي المبكر، بل امتد إلى العهد العثماني، حيث أنشأت نساء محسنات، أكثر من (1400) وقف خيري، منها مجمع “السليمانية” في إسطنبول، وجمعية “محمد علي” الخيرية في مصر، ليظل أثرهن حيًا في المجتمعات المسلمة.
أما اليوم، فتواصل النساء المسلمات هذا التقليد، ومنهن “ناهد مراد” التي تدير منظمة “زكاة” لمساعدة اللاجئين والناجين من العنف الأسري، فكانت هؤلاء المحسنات يجسدن مفهوم العطاء الواعي الذي يعالج قضايا اجتماعية جوهرية.
وتؤكد المؤسسة في ختام مقالها، إن العطاء ليس مجرد امتلاك المال، بل هو حسن توظيفه لإحداث تأثير مستدام. وبينما يسعى البعض إلى تمكين الجيل القادم من المحسنات المسلمات، فإنه يجدر بالجميع أن يستذكر هذا الإرث العريق، ويعمل على ترسيخ ثقافة العطاء التي شكلت حضارتنا لأكثر من أربعة عشر قرنًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى