كيف أثر الإسلام في تاريخ كيرالا؟ قصر أحد ملوك الهند يتحول إلى مسجد بعد اعتناقه الإسلام
تعتبر ولاية “كيرالا” الهندية نموذجًا فريدًا للتعايش الثقافي والديني، حيث يعيش المسلمون في هذه المنطقة جنبًا إلى جنب مع مختلف الأديان والمعتقدات. يشكل المسلمون جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي في “كيرالا”، ويتميزون بهوية إسلامية متفردة تختلف عن تلك السائدة في الولايات الهندية ذات الأغلبية المسلمة مثل “أوتار براديش” و”بيهار”.
تاريخيًا، تعتبر ولاية “كيرالا” واحدة من المحطات الأساسية لدخول الإسلام إلى الهند. وفقًا لمصادر تاريخية محلية، وصل الإسلام إلى هذه المنطقة عبر التجار العرب في القرن السابع. وتشير بعض الروايات إلى أن الإسلام بدأ انتشاره في الهند من خلال البنجاب، بينما تفيد رواية أخرى أن الدين دخل من الجنوب عبر “كيرالا”. ورغم تباين الروايات، فإن جميعها تتفق على أن “كيرالا” كانت نقطة انطلاق رئيسية للإسلام في الهند، إذ وصل عبر طرق تجارية مرتبطة بالجزيرة العربية.
وتمكن الإسلام من ترك تأثير قوي في ولاية “كيرالا” على مر العصور. واحدة من أبرز الأمثلة على ذلك هي قصة حاكم سلالة “شيرا” الذي تأثر بتعاليم الإسلام بعد زواجه من امرأة عربية تدعى “نجد سلطان”. وقد بلغ تأثره بالدين الإسلامي درجة أنه أمر بتحويل قصره إلى أول مسجد في شبه القارة الهندية، وهو ما يعد حدثًا تاريخيًا بارزًا في تطور تاريخ الإسلام في المنطقة.
من الجدير بالذكر أن المسلمين في “كيرالا” يحتفظون بروابط ثقافية قوية مع العالم العربي، حيث حافظوا على هذه العلاقة منذ العصر الإسلامي المبكر. ومع مرور الوقت، بدأ تأثير الثقافة العربية يظهر بوضوح في أسلوب حياة مسلمي “كيرالا”، الذين أصبحوا يعرفون باسم “المابّلا”، أي “الأصهار”. وتعود هذه التسمية إلى أن هؤلاء المسلمين غالبًا ما كانوا نتاج زيجات بين العرب وقومية الـ “نير” المحلية.
أسهم هذا التمازج الثقافي في تعزيز مكانة المسلمين “المابّلا” في المجتمع، وجعلهم جزءًا لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية في “كيرالا”، حيث يحظون بنفس الحقوق الاجتماعية والقانونية التي يتمتع بها أقرانهم من قومية الـ “نير”.