أخبارالعالم الاسلامياليمن

الأوضاع الصحية المتدهورة في اليمن: أزمة إنسانية متفاقمة مع استمرار الحرب

تشهد اليمن أوضاعًا صحية متدهورة بشكل متزايد، حيث يعاني الملايين من تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، والتي أضعفت البنية التحتية الصحية وأثرت سلبًا على قدرة السكان على مواجهة التحديات اليومية، خاصة خلال فصل الشتاء.
ومع الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، يواجه اليمنيون أزمة في توفير وسائل الوقاية من البرد، مثل الملابس الشتوية وأجهزة التدفئة، بسبب الفقر وارتفاع الأسعار. الأوضاع الاقتصادية المتدهورة الناتجة عن انهيار العملة وارتفاع الرسوم الجمركية والضرائب المفروضة على السلع المستوردة، التي تشكل 90% من احتياجات البلاد، جعلت هذه الوسائل الأساسية بعيدة عن متناول معظم الأسر اليمنية.
ووفقًا لتقارير طبية من محافظة تعز، التي تعد من بين أكثر المناطق تضررًا بالحرب، شهدت المستشفيات ارتفاعًا كبيرًا في أعداد المرضى المصابين بأمراض الشتاء، مثل الإنفلونزا، والتهابات الحلق والشعب الهوائية، والربو. وتُعدّ الفئات الأكثر عرضة للإصابة الأطفال وكبار السن والحوامل، إلى جانب الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو أمراض مزمنة.
من جانبه، أشار أحد الأطباء العاملين في مستشفيات تعز إلى أن سوء التغذية، الذي يعاني منه نسبة كبيرة من السكان، يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض ويضعف قدرتهم على الشفاء. كما أوضح أن الظروف المعيشية القاسية، مثل غياب الكهرباء ووسائل التدفئة وانعدام الرعاية الصحية الملائمة، تزيد من تفاقم الأزمة.
وتعاني محافظة تعز تحديدًا من ضعف القطاع الصحي نتيجة الحصار المستمر والقصف الذي طال العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، مما أدى إلى إغلاق عدد كبير منها. هذا الوضع جعل الوصول إلى الخدمات الطبية تحديًا كبيرًا، خاصة مع قلة الكوادر الطبية والمعدات الأساسية.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة، يقدم الأطباء حلولًا بسيطة للتخفيف من معاناة السكان في مواجهة البرد، مثل استخدام الأغطية والملابس المستعملة، وتحسين التغذية بما هو متاح لتعزيز المناعة. كما تشجع المبادرات المجتمعية والجمعيات الخيرية على توزيع الملابس الشتوية والاحتياجات الأساسية على الفئات الأكثر ضعفًا.
وفي ظل غياب حلول جذرية للأزمة الإنسانية في اليمن، تتزايد معاناة السكان الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن تلبية أبسط احتياجاتهم الأساسية. ومع استمرار الحرب وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، تظل الأوضاع الصحية في اليمن أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى