في خضم النزاع الدامي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أطلق تنظيم د1عش الإرهـ،ـابي دعوة مثيرة للقلق تهدف إلى تأجيج الصراع وزعزعة استقرار البلاد. ووصفت افتتاحية نشرة “النبأ” الإلكترونية التابعة للتنظيم، التي صدرت مطلع هذا الأسبوع، السودان بأنه “المنسي”، محرضة المتطرفين على حمل السلاح والانضمام للقتال تحت رايته.
وتأتي هذه الدعوة في سياق محاولات التنظيم لاستغلال حالة التدهور الأمني في السودان، على غرار فتاوى مشابهة أصدرها تنظيم القاعدة عام 2022. ووصف التنظيم المتطرف طرفي النزاع، الفريق عبد الفتاح البرهان قائد القوات المسلحة السودانية، ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، بأنهما “أعداء الإسلام”، داعياً الشباب إلى التسلح ومواجهة كليهما بالقوة.
ولم يكتفِ التنظيم بدعوة المسلحين إلى الانضمام إليه، بل وجه نداءً إلى المدنيين لدعمه بالمال والنفس، زاعماً أن هذا هو السبيل الوحيد لـ”استعادة الكرامة” و”رفع الظلم” عن الشعب السوداني.
على الرغم من الكشف العلني عن نوايا د1عش الإرهـ،ـابية في السودان، إلا أن وجوده السري هناك يعود إلى عام 2019، حيث كان المقاتلون السودانيون جزءاً من الهيكل القيادي للتنظيم في ليبيا خلال ذروة نفوذه عام 2016. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن التنظيم يركز حالياً على جمع الأموال وتقديم الدعم اللوجستي بدلاً من شن هجمات مباشرة.
وحذرت مصادر من أن التصعيد الأخير في خطاب التنظيم يثير مخاوف من أن السودان قد يصبح ساحة جديدة لصراعات مسلحة طويلة الأمد، حيث تستغل التنظيمات المتطرفة حالة الفوضى لتحقيق أجنداتها. ويزيد هذا التهديد من المخاوف بشأن تفاقم الأوضاع الإنسانية في بلد يعاني بالفعل من أزمات مستفحلة جراء الحرب الأهلية الدائرة.