أخبارالعالمالعالم الاسلامي

في الأوساط الكاثوليكية.. جدل متجدد حول سؤال: “هل يعبد المسلمون والمسيحيون الإله نفسه؟”

أثار سؤال “هل يعبد المسلمون والمسيحيون الإله نفسه؟” جدلاً واسعاً داخل الأوساط الكاثوليكية في السنوات الأخيرة، حيث تباينت الإجابات بناءً على الفهم اللاهوتي والفلسفي لعبارة “الإله الواحد”.
صحيفة “كاثوليك أنسرز” الإلكترونية المتخصصة بشؤون الطائفة الكاثوليكية، نشرت مقالاً تناول هذا التساؤل، موضحة أن المسلمين لا يعبدون الله باعتباره “ثالوثًا مقدسًا”، لكن النصوص المسيحية القديمة، ومنها وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني مثل “نور الأمم” و”في عصرنا هذا”، تشير إلى تطابق مبدأ “الإله الواحد” بين المسيحيين والمسلمين باعتبارهما يعترفان بإله واحد خالق السماوات والأرض.
ووفقًا للمقال الذي كتبه الفيلسوف والخبير اللاهوتي “جيمي أكين”، فإن التقليد الكاثوليكي يعترف بأن المسلمين، رغم الاختلافات اللاهوتية، يتبعون نهجًا توحيديًا مشابهًا لليهود غير المسيحيين، الذين لا يؤمنون بـ”الثالوث المقدس”. وأشار أكين إلى أن المجمع الفاتيكاني الثاني أكد احترام المسلمين للكنيسة ، واصفًا إيمانهم بـ”الإله الواحد الأحد، الحي القيوم، الرحمن الرحيم”، ومشيدًا بتقديرهم للعائلة الإبراهيمية واهتمامهم بالأخلاقيات والعبادات كالصلاة والصوم والصدقة.
كما استعرض المقال آراء عدد من اللاهوتيين الكاثوليك التاريخيين مثل القديس “توما الأكويني” والقديس “يوحنا الدمشقي”، الذين انتقدوا الإسلام في جوانب عديدة، لكنهم لم يشككوا في وحدانية الإله لدى المسلمين.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى رسالة تاريخية وجهها البابا القديس “غريغوريوس السابع” عام 1076 إلى ملك موريتانيا المسلم، أكد فيها أن العقيدتين تعبدان الإله ذاته بطرق مختلفة، ما يعكس تقليدًا طويلًا ركز على القواسم المشتركة بين المسيحية والإسلام بدلاً من تضخيم الخلافات.
هذا الجدل المتجدد يعكس السعي لفهم أعمق لعلاقة المسيحية بالإسلام في سياق تاريخي ولاهوتي معقد، حيث تستمر الأوساط الكاثوليكية في استكشاف أبعاد هذه العلاقة مع التركيز على نقاط الالتقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى