أخبارالعالم الاسلاميالعراق

مخيم الهول.. تهديد حقيقي للأمن العراقي بعد تزايد مخاوف من تفشي الأفكار المتطرفة

يشكل مخيم الهول في شمال سوريا، الذي يضم الآلاف من عائلات تنظيم د1عش، تهديدًا متزايدًا على الأمن الداخلي العراقي، خاصةً مع تصاعد الوضع الأمني في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة ما تُسمى بالمعارضة السورية على مدن البلاد. وتزداد المخاوف العراقية من أن الهروب المحتمل لبعض عناصر د1عش من المخيم قد يزعزع الاستقرار الأمني في العراق.
وحذر نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في اتصال هاتفي مع وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا البريطاني، هاميش فالكونر، من خطورة هروب عناصر د1عش من السجون السورية، وأثر ذلك على أمن العراق. وأوضح حسين في بيان صحفي أن تنظيم د1عش قد بدأ في إعادة تنظيم صفوفه في المناطق السورية، مستفيدًا من الأسلحة التي استولى عليها نتيجة انهيار الجيش السوري.
يُذكر أن المخيم يضم نحو 25 ألف عائلة عراقية، منهم 20 ألفًا تحت سن الـ18 عامًا، ما يشكل تحديًا إضافيًا أمام السلطات العراقية. وفي ضوء هذه التحديات، تم إعادة أكثر من 2600 عائلة عراقية من المخيم إلى العراق، في إطار برنامج تأهيل يهدف إلى منحهم فرصة لحياة جديدة بعيدًا عن تأثيرات التنظيمات المتطرفة.
من جانب آخر، وصف المستشار العسكري السابق، اللواء المتقاعد صفاء الأعسم، مخيم الهول بـ”البؤرة الفاسدة”، مشيرًا إلى أنه يحتوي على جيلين من الأطفال الذين نشأوا في بيئة مشبعة بالأيديولوجيات المتطرفة. وقال الأعسم: “جيل أول كان في سن 8 إلى 10 سنوات عندما وصل إلى المخيم، والآن أصبحوا في العشرينات، وجيل ثاني نشأ في المخيم وأصبح عمرهم حوالي 12 عامًا. هؤلاء الأطفال يتم تعليمهم أفكار د1عشية خطيرة، وهو ما يشكل تهديدًا ليس فقط في الحاضر، ولكن أيضًا في المستقبل.”
وفي محاولة للتصدي لهذا التهديد، قامت السلطات العراقية بتعزيز أمن حدودها المشتركة مع سوريا، من خلال تدابير مثل بناء جدار كونكريتي، وتثبيت أسلاك شائكة، وتوسيع دوريات حرس الحدود بواسطة الجيش والحشد الشعبي. كما تم الكشف عن خنادق وأسلحة ومعدات لوجستية داخل المخيم، كما أحبطت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في نوفمبر الماضي محاولة هروب خلية د1عشية من المخيم، واعتقلت 16 عنصرًا من التنظيم.
ويبقى التحدي الأكبر أمام العراق هو الحفاظ على الأمن والاستقرار في ظل هذه التهديدات المتزايدة من مخيم الهول وعناصر د1عش، مما يتطلب إجراءات أمنية مكثفة واستراتيجية شاملة لمواجهة هذه المخاطر المستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى