في خطوة جديدة لتعزيز قطاع السياحة وتقليل الاعتماد على السوق الصينية، تسعى كمبوديا جاهدة لفتح آفاق واسعة مع الدول العربية والإسلامية، مستهدفةً السياح القادمين من الشرق الأوسط والذين يتميزون بقدرتهم العالية على الإنفاق وتنوع اهتماماتهم السياحية.
وذكرت “تشاي سيفلين”، رئيسة جمعية وكلاء السفر في كمبوديا، أن “الشرق الأوسط يمثل سوقًا غنيًا ومتناميًا يمكن أن يسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الكمبودي”، موضحةً أن بلادها تروّج نفسها كوجهة صديقة للمسلمين عبر توفير مرافق وخدمات تلبي احتياجاتهم، مثل الطعام الحلال وأماكن الصلاة.
ومع ارتفاع درجات الحرارة في دول الخليج العربية خلال فصل الصيف إلى الأربعينيات، تقدم كمبوديا بديلاً مثالياً، وعلى الرغم من تزامن ذلك مع موسم الأمطار، إلا أن خبراء السياحة يؤكدون أن الأجواء الكمبودية تصبح أكثر اعتدالاً، ما يعزز جاذبيتها بالنسبة للسياح العرب.
ووفقًا لوزارة السياحة الكمبودية، فقد بلغ عدد السياح القادمين من الدول العربية والإسلامية، ما يقرب من (430,000) في العام الماضي، بزيادة قدرها 20% عن العام السابق، وعلى الرغم من هيمنة السياح الصينيين على النسبة الأكبر من الزوار، إلا أن التوجه الجديد نحو الشرق الأوسط يحمل إمكانات كبيرة لتنويع الأسواق السياحية.
هذا وقد شهدت الأشهر الأخيرة تحركات مكثفة من المسؤولين الكمبوديين نحو الدول العربية لتعزيز العلاقات الثنائية وتوقيع اتفاقيات، حيث ذكر رئيس اتحاد السياحة الكمبودي، “دين سومتياريث” في هذا الصدد، أن “الدول العربية تمثل سوقًا واعدة يمكنها تعويض الاعتماد على الصين”.
وضمن الخطط الاستراتيجية الطموحة في هذا الإطار، فقد أعلن وزير السياحة الكمبودي “هوت هاك” عن خطة من خمس نقاط لاستقطاب السياح المسلمين، تتضمن تعزيز جودة المنتجات السياحية الموجهة لهم، وزيادة الربط الجوي، والترويج العالمي للسياحة الإسلامية، كما أطلقت كمبوديا أول منطقة اقتصادية إسلامية في محافظة “كاندال”، والتي تمتد على مساحة (267) هكتارًا لإنتاج الأغذية ومستحضرات التجميل الحلال، إلى جانب سعيها إلى تحسين البنية التحتية وتدريب العاملين في قطاع الضيافة على تقديم خدمات تلبي توقعات السياح المسلمين.
ومع زيادة حملات التسويق الموجهة وتحسين الربط الجوي، تأمل كمبوديا أن تصبح واحدة من الوجهات السياحية المفضلة للمسافرين من الشرق الأوسط، مما يسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وجذب استثمارات جديدة.