“برليس” الماليزية تستضيف التطرف: مؤتمر سنوي للوهابية يثير جدلًا حول مصير الإسلام المعتدل في ماليزيا
في نهاية هذا الأسبوع، ستشهد ولاية “برليس” الماليزية، انعقاد مؤتمر خاص بالحركة الوهابية والذي لطالما أثار الكثير من التساؤلات حول مدى توافق هذا التوجه المتطرف مع رؤية الحكومة الفيدرالية للإسلام المعتدل، التي يقودها رئيس الوزراء “أنور إبراهيم”.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن المؤتمر المرتقب سيجمع متحدثين دوليين، كان قد إرتبط بعضهم بخطاب متطرف، مثل عمر سليمان، وعبد الرحيم جرين، ويوسف إستس، مما أثار مخاوف من تعزيز أيديولوجيات تتعارض مع الاعتدال، حيث يرى منتقدون أن استضافة شخصيات مرتبطة بالسلفية أو الوهابية يشكل تحديًا صريحًا للسياسات السائدة والساعية إلى ترويج التعايش واحترام التنوع.
وكانت هذه الأيديولوجية قد نشأت في ولاية “برليس” عام 1927 على يد الداعية المتطرف “حسن أحمد”، والمعروف بانتمائه إلى المدرسة الوهابية، ومع مرور الزمن، أصبحت هذه الأيديولوجية متجذرة بين النخب الدينية والسياسية في الولاية، مدعومةً حينها من الأسرة الملكية، حيث تختلف هذه العقيدة بشكل كبير عن الإسلام السائد في ماليزيا، بحكم رفضها الالتزام بمذهب فقهي معين والتُركيز على مكافحة ما تصفه بـ “البدع والشرك”.
ويذكر أنه خلال النسخة السابقة من المؤتمر، وُجهت اتهامات باستخدام فعاليات مثل خطب الجمعة للترويج للمدرسة الوهابية، وعلى الرغم من مشاركة رئيس الوزراء الماليزي في تلك النسخة من المؤتمر عام 2024، فقد تساءل العديد من المراقبين فيما إذا كانت مشاركته تمثّل تواطؤًا مع هذا الفكر أم مجرد سياسة انفتاح وفقاً للإدعاءات الرسمية وخصوصاً في ظل تشديد الرسائل الصادرة عن المؤتمر، على ما تصفه بـ “الأصالة”، والتي تلمّح ضمنيًا إلى عدم أصالة العقائد الأخرى، ما يُهدد جدياً بتأجيج الفتنة.