“ستتعلم مرتديةً حجابها”.. آلاف المسلمين يحتجون على قرار منع الحجاب ضد الطالبات المسلمات في إثيوبيا
احتشد آلاف المسلمين أمس الثلاثاء في مدينة “ميكلي” بإقليم “تيغراي” الإثيوبي للتعبير عن غضبهم جراء استمرار المدارس في مدينة “أكسوم” بتجاهل قرارات المحكمة وتوجيهات مكتب التعليم الإقليمي، والتي تضمن حق الطالبات المسلمات في ارتداء الحجاب داخل الفصول الدراسية.
وتحت شعار “ستتعلم مرتديةً حجابها”، نظم “المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تيغراي”، مظاهرة حاشدة في ساحة “رومانات” المركزية، حيث وجه المحتجون رسالة واضحة للسلطات بشأن ما وصفوه بـ”التمييز الصارخ” ضد الطالبات المسلمات.
وقال رئيس “المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تيغراي”، الشيخ “آدم عبد القادر”، في كلمة له خلال المظاهرة، إن “بناتنا ما زلن محرومات من حقهن في التعليم، رغم قرارات المحكمة الواضحة، وهذا الوضع مثير للقلق في منطقة عريقة عاش فيها الإسلام كجزء لا يتجزأ من ثقافتها لقرون”.
وأشار “عبد القادر” إلى أن الاحتجاج جاء بعد محاولات عديدة لحل الأزمة عبر الحوار مع السلطات، ولكن دون جدوى مضيفاً أن “بناتنا فقدن حياتهن بسبب تمسكهن حجابهن العام الماضي، واليوم يجب أن يتعلمن وهن يرتدين حجابهن”.
يأتي هذا الاحتجاج بعد سلسلة من الانتهاكات، والتي كان آخرها استبعاد (160) طالبة مسلمة من التسجيل في الامتحانات الوطنية بسبب رفضهن خلع الحجاب، رغم قرار المحكمة الذي يمنع المدارس من فرض هذا الشرط.
وفي هذا الصدد، قال المحامي “مصطفى عبدو”، أحد المشاركين في الاحتجاج، لصحيفة “أديس ستاندرد” المحلية، إنه “لا يمكن إجبار الطالبات على الاختيار بين تعليمهم ومعتقداتهم الدينية”، مشدداً على إن “ارتداء الحجاب حق مكفول قانونيًا ودينيًا، وما يحدث حالياً يمثل خرقًا واضحًا للدستور وحقوق الإنسان”.
وضمن الإطار نفسه، تحدث القيادي في التظاهرات الحالية، “عبد الرحمن بلال”، والبالغ من العمر (65) عامًا، عن التضامن المجتمعي قائلًا إنه “حتى الإخوة المسيحيون يدينون هذه القرارات الجائرة، ويجب احترام حق بناتنا في التعليم مع التزامهن بمعتقداتهن الدينية”.
وعلى الرغم من التوتر السائد، فقد أكدت المظاهرة على سلميتها، حيث أعرب المحتجون عن رفضهم القاطع لهذه الانتهاكات بطرق حضارية ومسؤولة لتوجيه رسالة واضحة، مفادها أنه لا مجال للتراجع حتى يُسمح للطالبات المسلمات بمتابعة تعليمهن دون المساس بحقوقهن الدينية.