أدانت صحيفة “ميديا لاين Media Line” الإلكترونية الدولية، بالواقع السائد أنه في كل مرة يهز هجوم إرهـ،ـابي دولة غربية ما، تصاحب الكارثة موجة عنف معنوي ومادي ضد المجتمعات المسلمة.
وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي ترجمته “وكالة أخبار الشيعة” إنه “لطالما تصاعد خطاب الكراهية، وتزايدت الاعتداءات بشكل ملحوظ في الغرب ضد المسلمين، بينما يستغل بعض الساسة الحادث لتأجيج المشاعر السلبية، متجاهلين أي تحقيق أو أدلة، فالاتهامات جاهزة، والإسلام يُحاكم جماعيًا دون محاكمة عادلة”.
وأشار المقال إلى أنه في مدينة “نيو أورلينز”، نفّذ المحارب الأمريكي السابق “شمس الدين جبار” هجومًا مروعًا، دهس فيه (14) شخصًا وأصاب العشرات، حيث كان تركيز الإعلام والسياسيين على اسم المنفذ فقط، معتبرين الحادث دليلًا على ما وصفوه بـ “الإرهـ،ـاب الإسلامي”، فيما لم يتردد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في استغلال الموقف، معلنًا صحة تحذيراته السابقة حول “المهاجرين المجرمين”، متجاهلًا أن “جبار” مولود في تكساس وخدم في جيش بلاده بأفغانستان وتحديداً في الحملة الأمريكية المزعومة لمكافحة الإرهـ،ـاب.
وعلى الرغم من تأكيد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن “جبار” تصرف بمفرده، إلا أن الحادثة استخدمت لتعميم صورة “الإرهـ،ـابي المسلم”، وسط تجاهل تام لحقيقة أن أحد أبرز ضحايا الهجوم الإرهـ،ـابي، هو الطالب الجامعي “كريم بدوي”، والذي كان شابًا مسلمًا في مقتبل العمر.
وكاستجابة على الحادثة، فقد جاءت ردود أفعال المسلمين مكررة؛ متضمنةً إدانة الحادث والتأكيد أن “الإرهـ،ـاب لا علاقة له بالإسلام”، إلا أن الواقع أثبت أن هذا النهج الدفاعي لا يكفي لتغيير الصورة السلبية الراسخة في أذهان الكثيرين.
ومنذ الهجمات الإسرائـ،ـيلية على غزة في 2023، تصاعدت حالات الكراهية ضد المسلمين بنسبة 178%، بحسب “مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية”، فكان من بين أخطر هذه الحالات، هي محاولة إغراق طفل مسلم في ولاية تكساس على يد امرأة أمريكية في أحد مسابح الولاية، ما يبرز عمق الخطر الذي يواجهه المسلمون يوميًا.
واستنكرت الصحيفة في ختام مقالها، ما يحصل من وصم شخص ما بـ “الإرهـ،ـاب” بمجرد أن يكون مسلماً، بينما تُعامل الجرائم المماثلة والمرتكبة من قبل غربيين بوصفها “أفعالًا فردية” ناتجة عن ظروف اجتماعية، مؤكدةً إن هذه الازدواجية ليست مجرد خطأ إعلامي، وإنما انعكاس لعقلية تعيد إنتاج الكراهية.