أخبارالعالمالعالم الاسلامي

تقرير دولي يتساءل: هل يُمكن للأسلمة أن تُنقذ الذكاء الاصطناعي أم تُقيده؟

في خطوة أثارت عاصفة من النقاشات في الأوساط العلمية والإكاديمية، دعا رئيس الوزراء الماليزي “أنور إبراهيم” إلى ما أسماه بـ “أسلمة الذكاء الاصطناعي”، مطالبًا مطوري التكنولوجيا بغرس القيم الإسلامية في الخوارزميات لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق أكثر أخلاقية وعدلاً.
هذه الدعوة جاءت في سياق مساعي ماليزيا لتعزيز مكانتها في عالم التكنولوجيا، مع تركيز الحكومة على تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة تخدم البشرية بما يتماشى مع القيم الإسلامية، إلا أن هذا الإعلان لم يمر دون جدل، إذ طرح تساؤلات ملحّة حول العلاقة بين الدين والتكنولوجيا، ومدى خطورة السماح بأي إطار عقائدي – ديني أو سياسي – بتشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي وفقاً لما طرحته بعض الجهات المشككة.
جاءت الآراء المشككة على خلفية الوضع السائد في ماليزيا، حيث تتزايد سيطرة الدولة على الإعلام وتزداد الرقابة الدينية، مما يجعل من دمج القيم الإسلامية في التكنولوجيا، كخطوة نحو تعميق السيطرة على المجتمع تحت ستار الابتكار، فهل يمكن أن تتحول هذه الدعوة إلى أداة لتشكيل السرديات أو حتى فرض السيطرة؟
في إطار موازٍ، فإن التجربة الصينية مع الذكاء الاصطناعي تقدّم نموذجًا تحذيريًا، ففي بكين، تُستخدم التكنولوجيا لتعزيز أجندات سياسية، من خلال مراقبة المواطنين والسيطرة على المحتوى، فهل تنجرف ماليزيا في مسار مشابه إذا أصبحت الخوارزميات مشبعة بأيديولوجيات دينية أو سياسية؟
وتشير مصادر محلية، إلى أن الدعوة التي أطلقها “أنور إبراهيم” ربما تكون قد استهدفت تعزيز الأخلاق، لكنها فتحت الباب لأسئلة أعمق حول من يقرر القيم التي تحكم التكنولوجيا، ومن سيتحكم بالمستقبل المشترك لجموع المستخدمين لهذه التكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى