ولادات محفوفة بالموت: أمهات وأطفال أفغانستان يدفعون ثمن الإهمال الطبي
في مشهد يعكس مأساة إنسانية متفاقمة، تجد النساء القاطنات في المناطق النائية بأفغانستان، أنفسهن عالقات في دائرة قاتلة من الإهمال الطبي، بسبب النقص الحاد في الطبيبات والقابلات، وسط قيود صارمة فرضتها حركة طالبـ،ـان على تعليم المرأة وعملها في قطاع الرعاية الصحية.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، أصدرت طالبـ،ـان سياسات تعسفية تمنع النساء من دراسة الطب أو التقدم لامتحانات التمريض، ما أدى إلى شلل شبه كامل في الخدمات الطبية للنساء، وخاصة في المناطق الريفية، مفضياً إلى نتيجة معالمها نساء يعانين في صمت، وولادات محفوفة بالمخاطر، وأطفال يفارقون الحياة قبل أن يروا النور.
وتنقل وسائل إعلام محلية أن “كثير من النساء يلدن بدون قابلات، وبعضهن يمتن قبل وصولهن إلى المدينة، أو أطفال يموتون فيما نحن مكتوفو الأيد.”، فيما تضيف أن النساء قد “تضطر لطلب مركبات من المدينة بسبب غياب القابلات في جوارها، وهذا مرهق جدًا، ففي بعض الحالات، يكون قد فات الأوان لإنقاذ الأم أو الطفل.”
هذا وأطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا عاجلًا مطالبة المجتمع الدولي بتوفير (1.5) مليار دولار لدعم المناطق المتضررة بالأزمات، وعلى رأسها أفغانستان، حيث تُعتبر النساء والأطفال الأكثر تضررًا من انهيار الخدمات الصحية، إلا أن الأزمة تتجاوز الاحتياجات المالية، إذ أن القيود المفروضة من قبل طالبـ،ـان على تعليم الفتيات في المجالات الطبية تجعل الحلول مستعصية، فالمناطق الريفية في البلاد أصبحت شبه خالية من الطبيبات، مما يضع حياة الملايين من النساء في خطر يومي.
وفي الإطار نفسه، فقد حذر مدافعون عن حقوق المرأة وخبراء صحيون من أن استمرار هذا الوضع يعني مزيدًا من الكوارث، فبدون تغيير جذري في سياسات طالبـ،ـان وتدخل دولي قوي، يبدو أن النساء الأفغانيات سيواصلن دفع ثمن غياب العدالة الصحية بأرواحهن وأرواح أطفالهن.