أخبارالعالم الاسلاميالعتبات والمزارات المقدسةسوريا

قرار بضم مقام السيدة زينب عليها السلام للأوقاف السنية يثير غضب الطائفة الشيعية

في خطوة وُصفت بأنها استفزازية وخطيرة، كشفت مصادر موثوقة لـ”وكالة أخبار الشيعة” عن قرار صادر من أوقاف ريف دمشق بضم مقام السيدة زينب عليها السلام، أحد أبرز المواقع الدينية المقدسة للطائفة الشيعية، إلى الأوقاف السنية في دمشق. القرار الذي اتخذه مدير أوقاف ريف دمشق، شريف العبدو، يهدف إلى وضع المقام تحت إشراف مباشر من الأوقاف السنية، وأوكل تنفيذه إلى رئيس قسم الأملاك والواردات في المديرية.
وفي تطور مرتبط، أعلنت مديرية الأوقاف في دمشق عن خطوة أخرى تمثلت بوضع يدها على مقام السيدة زينب عليها السلام وتجميد الأصول البنكية الخاصة بالمقام الشريف. وبموجب هذا القرار، ستصبح جميع شؤون المقام تحت إدارتها وإشرافها المباشر.
هذا الإجراء أثار موجة واسعة من الغضب والامتعاض داخل الأوساط الشيعية، حيث اعتبرته الطائفة محاولة لتهميش دورها وإقصائها من إدارة أحد أهم مراكزها الدينية المقدسة، مما يشكل تهديدًا واضحًا لإقامة الشعائر الزينبية والفعاليات الدينية المرتبطة بالمقام.
المقام، الذي يُعدّ رمزًا روحيًا ومركزًا لإحياء الشعائر الدينية وذكرى السيدة زينب عليها السلام، يواجه تحديًا جديدًا يُنذر بزيادة التوترات بين مكونات المجتمع السوري. الطائفة الشيعية وصفت الخطوة بأنها إقصائية وغير مبررة، مُعربة عن قلقها من أن يؤدي هذا القرار إلى تغييرات في هوية المقام وإدارته، بما يتعارض مع شعائرهم وممارساتهم الدينية.
وفي ظل تصاعد التوتر، زار وفد من العلماء والفضلاء وإدارة المقام الشريف مديرية الأوقاف لمناقشة هذا القرار. ترأس الوفد سماحة الشيخ أدهم الخطيب، الذي عبّر عن خطورة هذا القرار وتداعياته خلال نقاش وصف بأنه لم يخلُ من الحدة والقسوة. وأطلع الوفد الأوقاف على تأثير مثل هذه الخطوات على الوحدة المجتمعية في سوريا.
وبعد النقاش، قررت مديرية الأوقاف تأجيل تنفيذ القرار لحين مراجعة اللجان الأمنية والسياسية والدينية في سوريا. وأكدت المصادر أن المشاورات ستحدد ما إذا كان القرار سيبقى قيد التنفيذ أو سيتم إلغاؤه بناءً على ما تنتجه هذه المراجعات.
قادة الطائفة الشيعية دعوا المرجعيات الدينية في العراق والجهات المسؤولة في الحكومة السورية إلى التدخل العاجل لإلغاء القرار بشكل نهائي، مشددين على ضرورة احترام خصوصية المراقد المقدسة وعدم الزج بها في قرارات من شأنها إثارة الفتنة وزيادة الانقسامات بين الطوائف.
القرار الأخير يعكس تصعيدًا غير مسبوق في التعامل مع الطائفة الشيعية ومقدساتها في سوريا، ويهدد بتقويض التعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوري في وقت يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية والتفاهم بين جميع الأطياف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى