العراق يقدم طلباً رسمياً لتفكيك مخيم الهول السوري تحسباً من مخاطر أمنية متصاعدة
قدمت الحكومة العراقية طلباً رسمياً لتفكيك مخيم الهول الواقع في سوريا، وسط تصاعد المخاوف من تداعيات استمرار وجوده كمصدر تهديد مباشر لأمن العراق والمنطقة.
وأكد النائب عامر الفايز، أن المخيم يمثل “قنبلة بشرية موقوتة”، مشيراً إلى أنه يضم أكثر من30 ألف شخص من أكثر من50 دولة، بينهم أفراد يحملون أفكاراً متطرفة مرتبطة بتنظيم د1عش. وأضاف أن العراق يسعى بالتنسيق مع الدول المعنية لسحب رعاياها من المخيم، والتعامل معهم وفق القوانين الدولية، بهدف تقليل المخاطر الأمنية المحتملة.
ومع تنامي نشاط تنظيم د1عش في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، اتخذت القوات العراقية إجراءات لتعزيز الأمن على الشريط الحدودي، بعد تقارير عن فراغ أمني في المناطق السورية المحاذية. كما باشرت بغداد بإعادة دفعات من النازحين العراقيين من مخيم الهول إلى داخل العراق، حيث يخضعون لبرامج إعادة تأهيل اجتماعي ونفسي في مخيم الجدعة بإشراف وزارة الهجرة ومستشارية الأمن القومي.
ويضم مخيم الهول حالياً حوالي 48 ألف شخص، بعد أن كان العدد قد تجاوز 73 ألفاً في وقت سابق. معظم سكان المخيم هم من نساء وأطفال تنظيم د1عش، مما يثير مخاوف من نشوء جيل جديد يحمل أفكاراً متطرفة. وتشرف على المخيم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وسط حراسة مشددة.
وأنشئ المخيم في التسعينيات من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لاستيعاب اللاجئين العراقيين والفلسطينيين خلال حرب الخليج. ومع تطورات الصراع السوري وهزيمة د1عش في عام 2019، أصبح المخيم ملجأً لعوائل التنظيم وأفراده الذين تم نقلهم إليه بعد إنهاء سيطرته على الأراضي.
ويؤكد العراق أن استمرار وجود المخيم دون حلول حاسمة قد يتيح للتنظيم الإرهـ،ـابي إعادة ترتيب صفوفه، خصوصاً مع ضعف السيطرة الأمنية في بعض المناطق السورية. ويرى الخبراء أن إغلاق المخيم وتفكيكه بات ضرورة ملحّة لتجنيب المنطقة المزيد من التوترات الأمنية والسياسية.