بين اتفاق السلام والتصعيد الطائفي.. كارثة إنسانية تهدد حياة مئات الآلاف في خيبر بختونخوا

في خطوة تعكس حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في منطقة “كورام” بإقليم “خيبر بختونخوا” الباكستاني، أعلنت الإدارة المحلية عن نقل أكثر من (1000) عائلة إلى مخيمات مؤقتة بعد تصاعد أعمال العنف والتهديدات بإطلاق عملية أمنية لمكافحة الإرهـ،ـاب في المنطقة.
جاء القرار بعد أن ارتفعت حصيلة الضحايا في الهجوم المروع على قافلة إغاثة كانت متجهة إلى منطقة “باراتشينار”، حيث تم العثور على جثث أربعة من السائقين المفقودين، ليصل إجمالي القتلى إلى ثمانية، حيث كانت القافلة المنكوبة تتألف من (35) مركبة محملة بالمساعدات الإنسانية، وتحت حراسة مشددة من القوات الأمنية، إلا أنها تعرضت لهجوم عنيف يوم الخميس أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص.
وعلى الرغم من توقيع اتفاق سلام بين الأطراف المتنازعة والذي يهدف إلى وقف إطلاق النار، إلا أن الأوضاع لا تزال تتدهور، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الإمدادات الغذائية والأدوية، ما يهدد بمزيد من الخسائر في الأرواح.
في ظل هذا الوضع المأساوي، أمر نائب مفوض شرطة المنطقة، “جاويد الله محسود”، بإقامة مخيمات للنازحين في مناطق مختلفة من “كورام” السفلى لضمان سلامتهم وتوفير الدعم لهم خلال العملية الأمنية المتوقعة، ومن المتوقع أن يتم نقل (5245) أسرة من بلدات مدوري، وأوشات، وشارخيل إلى المخيمات، بالإضافة إلى (9685) أسرة من باجان و(2494) أسرة من شابري باراو، حيث سيتم تأمين مأوى لهذه العوائل في مدارس حكومية ومخيمات ميدانية في القرى المجاورة.
ويعود الصراع الطائفي في “باراتشينار” إلى نهاية تشرين الثاني الماضي، عندما تعرضت حافلة تقل عوائل شيعية إلى هجوم أسفر عن استشهاد أكثر من (47) شخصاً، حيث كان هذا الهجوم الشرارة التي أشعلت سلسلة من الهجمات المضادة بين الجماعات الشيعية والسنية، مما أسفر عن مقتل أكثر من (150) شخصاً في أعنف موجات العنف الطائفي التي تشهدها المنطقة.