الشيعة الهزارة في ولاية غور: فقر متزايد وضغوط ممنهجة في ظل حكم طالبـ،ـان
منذ عودة طالبـ،ـان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، يعاني الشيعة الهزارة في ولاية غور من ضغوط اقتصادية وسياسية خانقة تفاقم من فقرهم وتردي أوضاعهم المعيشية، خاصة في المناطق النائية مثل مدينة لعل وسرجنكل، حيث يشكل الهزارة غالبية السكان.
تعتبر ولاية غور واحدة من أفقر الولايات الأفغانية وأكثرها تهميشًا، إلا أن المناطق ذات الأغلبية الشيعية، مثل لعل وسرجنكل، تعاني نسبة أكبر من الحرمان. يعتمد سكانها، الذين يعيشون في ظروف جبلية قاسية، على الزراعة وتربية الماشية، وهما قطاعان لم يسلما من تدخل طالبـ،ـان وسياساتها الاقتصادية.
فرضت طالبـ،ـان سيطرة شبه كاملة على عمليات بيع وشراء المحاصيل الزراعية ومنتجات الماشية في لعل وسرجنكل، مما أثر بشكل كبير على مصدر الدخل الرئيسي للسكان المحليين. إلى جانب ذلك، يواجه الأهالي صعوبات متزايدة نتيجة لفرض طالبـ،ـان ضرائب وإتاوات تحت مسميات مختلفة.
واتهمت المنظمات الدولية طالبـ،ـان بالتدخل في توزيع المساعدات الإنسانية في أفغانستان، وهو ما أكده تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية العام الماضي، موثقًا عشرات الحالات من التدخل الذي أدى إلى حرمان المستحقين من المساعدات.
في مدينة لعل وسرجنكل، باتت هذه التدخلات أكثر وضوحًا. حيث منعت طالبـ،ـان توزيع 60 ماكينة خياطة مع ملحقاتها، قدمتها مؤسسة الرفاه الإسلامي لنساء متدربات على الخياطة، وقامت بمصادرتها. تشير مصادر محلية إلى أن حاكم طالبـ،ـان في المدينة وزع بعض المعدات على مقربين منه، واشترط على المتدربات دفع نصف ثمنها للحصول عليها.
ورغم وعود طالبـ،ـان بتحسين البنية التحتية من عوائد الدولة، أجبرت الحركة سكان لعل وسرجنكل على تمويل بناء وترميم الطرق بأنفسهم. وفقًا للسكان، تم فرض رسوم تصل إلى6,000 أفغاني على سائقي الشاحنات و2,000 أفغاني على سائقي سيارات النقل العام، بحجة تمويل مشاريع الطرق.
ولم تقتصر الإتاوات على السكان العاديين، بل امتدت لتشمل العاملين في مشاريع المنظمات الدولية، حيث طالبتهم طالبـ،ـان بدفع جزء من رواتبهم لتمويل مشاريع البنية التحتية.
وأدت هذه السياسات إلى تفاقم الفقر والمشاكل الاقتصادية في المنطقة. يُضاف إلى ذلك الانتهاكات الواسعة التي تتعرض لها حقوق وحريات الشيعة في أفغانستان، حيث تجاهلت طالبـ،ـان بشكل ممنهج مطالبهم ولم تقدم أي جهود لتحسين أوضاعهم.
وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، يطالب سكان غور، وخاصة في المناطق الشيعية، المنظمات الدولية والحكومات المعنية بممارسة ضغوط على طالبـ،ـان لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون تدخل، وحماية حقوق الأقليات، ووقف السياسات التي تزيد من تهميشهم وتدهور أوضاعهم المعيشية.