الإسلام بريء من اتهامات أعدائه: مقال غربي يكشف زيف مزاعم الغرب حول خاتم أديان الله
نشر موقع “باثيوس Patheos” البحثي الدولي، مقالاً افتتاحياً أدان من خلاله الاتهامات الصادرة عن وسائل الإعلام الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة، والتي زعمت أنها “حرب مقدسة” يشنّها الإسلام ضد جميع اليهود في العالم.
وقال الموقع في مقاله الذي ترجمت مضامينه وكالة “أخيار الشيعة”، أن “هذا التصعيد الإعلامي قد أثار موجة من الجدل والانتقادات ضد الدين الإسلامي برمّته، وهو ما ليس مبرراً على الإطلاق، فالإسلام، في جوهره، دين يدعو إلى السلام والأخوة، ليس فقط بين المسلمين، بل مع جميع البشر، بمن فيهم اليهود.
وأضاف المقال أن “من الآيات التي تسلط الضوء على العلاقة بين الإسلام وأتباع الديانات الأخرى هي قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) – (البقرة: 62)، فهذه الآية تفتح باب الجنة لكل من آمن بالله الواحد وعمل صالحاً، بغض النظر عن ديانته”، مؤكداً أن “الإسلام هو الدين الوحيد الذي ينصّ صراحةً على إمكانية بلوغ غير المسلمين الجنة إذا استوفوا شروط الإيمان والعمل الصالح، فكيف يمكن لدين يعترف بفضل اليهود والنصارى ويمنحهم مكانة في الجنة، أن يكون معادياً لهم؟”.
وأوضح معد المقال، الكاتب الأمريكي “فايزان فيرك” أن “غالباً ما يستشهد منتقدو الإسلام بالآية الكريمة (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) – (الأعراف: 166) كدليل على أن القرآن يسيء لليهود، إلا أن حقيقة الأمر هي أن هذه الآية تشير إلى واقعة محددة في تاريخ بني إسرائـ،ـيل عندما انتهكت مجموعة منهم عهد الله، فلم تُدن الآية اليهود جميعهم، بل أولئك الذين تمردوا، حيث إن القرآن الكريم يُحمّل المسؤولية على الأفعال، وليس على الانتماءات الدينية أو العرقية”.
وأشار “فيرك” إلى أن تعامل النبي محمد “صلى الله عليه وآله وسلم” مع اليهود كان مثالاً يُحتذى به في الاحترام والعدل، ففي حادثة شهيرة رواها جابر بن عبد الله، أنه قال “مَرَّتْ بِالنَّبِيِّ جِنَازَةٌ، فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا”، وكذلك، عند هجرته “صلى الله عليه وآله” إلى المدينة، حيث أبرم ميثاقاً مع القبائل اليهودية هناك، مُنحوا بموجبه حقوقاً متساوية في إدارة شؤون الدولة.
واستدرك الكاتب بالقول إن حادثة “بني قريظة” هي ما تُستخدم غالباً لتشويه صورة الإسلام، حيث اتهم النبي “والعياذ بالله” بإعدام (700) رجل يهودي، إلا أن هذه المزاعم تتجاهل السياق التاريخي والمصادر، وأولها أن هذه الحادثة غير موثقة في النصوص اليهودية نفسها، وثانياً، أن العقوبة المزعومة جاءت بعد خيانة واضحة للميثاق أثناء غزوة الخندق، وكانت بناءً على حكم قاضٍ عيّنته القبيلة نفسها، فهذا القرار لم يكن مدفوعاً بالكراهية، بل بالعدالة وفقاً لقوانين التوراة اليهودية.
واختتم الموقع مقاله بالتأكيد، على إنه من خلال النصوص القرآنية وسيرة النبي محمد “صلى الله عليه وآله”، يتضح أن الإسلام بعيد كل البعد عن معاداة السامية، فبدلاً من التحريض على الكراهية، يعترف الإسلام بفضل اليهود ويدعو للتعايش معهم بكرامة وعدل، حيث إن الكراهية ليست من الإسلام، بل هي نتاج سوء الفهم والاستغلال السياسي والديني، فعندما تُنزع هذه الادعاءات عن سياقها الحقيقي، تتضح الحقيقة الناصعة حول أن الإسلام دين يحترم الإنسان مهما كانت ديانته، أو عرقه، أو مكانته الاجتماعية.