تقرير دولي: تفجير مرقد السيدة زينب (عليها السلام) مؤامرة ملفقة لتلميع صورة الإدارة الجديدة في سوريا
ذكر موقع “كرايدل Cradle” البحثي الدولي، أنه وعلى غرار راعيتها السابقة، عصابات القاعدة الإرهـ،ـابية في العراق، تستمر الإدارة السورية الجديدة في استغلال الانقسامات الطائفية والاستفادة من المصالح الأجنبية لتعزيز سلطتها في الأماكن التي تفرض سيطرتها عليها.
وقال الموقع في تقرير ميداني مفصّل، أن “التحليل الدقيق للتفاصيل التي قدمتها وسائل الإعلام التابعة لحكومة الجولاني، يشير إلى أن مؤامرة تفجير مرقد السيدة زينب (عليها السلام) كانت ملفقة”، مبيّناً أنه “مما يبدو أن هذه الخطوة ما هي إلا محاولة لتقديم الحكومة التي تقودها (هيئة تحرير الشام) باعتبارها حامية للأقليات أمام الجمهور الغربي، وهو ما يتناقض بالكامل مع حملات التطهير الطائفي المستمرة في مناطق العلويين في البلاد”.
وأضاف التقرير أن “هذا الزعم الكاذب يخدم أيضاً مصالح الرعاة الخارجيين للحكومة السورية الجديدة، فمن خلال المبالغة في تهديد د1عش، فإنه يوفر للولايات المتحدة التي روّجت بدورها للحادثة من خلال وسائل إعلامها العديدة، ذريعة للحفاظ على تواجدها العسكري غير القانوني في سوريا واستمرارها بنهب نفط البلاد عبر حدودها الشمالية”.
وبالإضافة إلى ذلك، تساعد المؤامرة في إرساء سردية حول مسؤولية تنظيم د1عش مسبقاً، وقد يمهد هذا الطريق لإلقاء اللوم على هذا التنظيم فيما إذا قرر أي فصيل إرهـ،ـابي ممن اندمجوا داخل الحكومة السورية، إلى تنفيذ المشروع الوهابي المتمثل في استهداف الأضرحة الشيعية.
وينقل الموقع عن القيادي العسكري في “وحدات حماية الشعب” الكردية، ، “كريم فرانشيسكي”، تأكيده في لقاء خاص، أنه بالنظر إلى خبرته التي اكتسبها من القتال ضد تنظيم د1عش منذ معركة “كوباني” عام 2014، فإن الهجمات الإرهـ،ـابية للتنظيم على محيط المرقد الشريف في الماضي، كانت تتمثل باستخدام السيارات أو الدراجات النارية المفخخة، إلا أن الملاحظ أنه قد تم عرض لغم مضاد للدبابات من نوع (TM-57) في الهجوم الانتحاري المزعوم، فضلاً عن تزويده بفتيل خاطئ مكوناً من سلك بدائي وجهاز إشعال مخصص لسترة انتحارية وهو ما لا معنى له على الإطلاق”.
وتابع “فرانشيسكي” أن “استخدام لغم كامل، ذي قدرة تفجيرية يبلغ نصف قطرها حجم الدبابة العادية، هو أمر غير فعال، وأن (هيئة تحرير الشام) تعرف ذلك تماماً، مما يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك، أن الأمر برمته كان بمثابة تمثيلية دعائية، حيث إنه لا يمكن لـ (د1عش) أو (هيئة تحرير الشام) بخبرتهما الواسعة في مجال المتفجرات أن يصنعوا شيئًا بهذا الإهمال”.
ووفقاً لـ “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن هجمات د1عش السابقة لم تكن بهذا الإهمال، حيث أسفرت سلسلة من التفجيرات التي نفذها التنظيم بالقرب من مرقد السيدة زينب (عليها السلام) في شباط 2016 عن استشهاد (134) شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفي كانون الثاني 2016، أسفر هجوم إرهـ،ـابي آخر على الضريح عن استشهاد (70) آخرين”.
وأشار موقع “كرايدل Cradle” إلى أن مهاجمة وتدمير الأضرحة الإسلامية، هي السمة المميزة لزعيمي الجولاني السابقين، أبو مصعب الزرقاوي، قائد تنظيم القاعدة الإرهـ،ـابي في العراق، وأبو بكر البغدادي، قائد تنظيم د1عش الإرهـ،ـابي في العراق وسوريا، فقد أقدم أولهما على تفجير قبة الإمامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء المقدسة، فيما أمر الثاني، بتدمير مسجد النوري الكبير ومئذنته الشهيرة، ومسجد النبي يونس (عليه السلام)، في مدينة الموصل.