منصة “السخاء الملهم”: نافذة لإعادة تعريف الصورة النمطية عن المسلمين في الولايات المتحدة
أطلق صندوق “WF” الخيري منصة “السخاء الملهم”، التي تسعى من خلال الفنون المرئية والمقروءة إلى إبراز قصص سخاء المسلمين، بهدف تغيير الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة عنهم. وتشكل هذه المبادرة جسرًا للتفاهم بين الثقافات، عبر تسليط الضوء على القيم الإنسانية التي تجمع المجتمعات المختلفة.
رغم أن المسلمين يشكلون 1% فقط من سكان الولايات المتحدة، إلا أنهم غالبًا ما يُفهمون بشكل خاطئ نتيجة الصور النمطية المغلوطة التي يغذيها الإعلام المؤدلج. ومن بين أبرز هذه الصور، اتهام الإسلام بالعنف، رغم أنه دين يحرم ذلك بشدة، والادعاء بأن الإسلام يضطهد النساء، في حين أن كثيرًا من هذه التصرفات تعود إلى ثقافات محلية، وليس إلى تعاليم الإسلام. كما يسود اعتقاد خاطئ بأن الحجاب فرض إجباري، بينما هو خيار شخصي يعبر عن الحشمة.
عمل فريق “السخاء الملهم” على إشراك لجنة استشارية تضم شخصيات من خلفيات دينية متنوعة لاختيار القصص المشاركة من بين 200 قصة. وأشار القائمون على المشروع إلى أن القصص المعروضة تمثل تجارب غنية نجحت في كسر الحواجز الثقافية وتعزيز الحوار بين المجتمعات.
“يوكي نوماتا ريسنيك”، إحدى أعضاء لجنة الاختيار، أوضحت أنها شعرت ببعض القلق في البداية، لكنها رأت في القصص فرصة لفهم أعمق وإزالة الغموض. أما “أليسون كريستنسن”، منسقة المنصة، فأكدت أن المشروع أتاح لها منظورًا جديدًا لرؤية العالم.
وتشير الأبحاث إلى أن المسلمين الأمريكيين من بين أكثر الفئات سخاءً في الولايات المتحدة، إذ قدموا نحو 4.3 مليار دولار للأعمال الخيرية غير الدينية خلال عام واحد فقط. ويعكس هذا السخاء القيم الدينية التي تحث على التعاطف وخدمة المجتمع، بعيدًا عن أي دوافع مادية.
وتعد منصة “السخاء الملهم” أكثر من مجرد مبادرة لعرض القصص، بل هي أداة لإعادة بناء العلاقة بين المجتمعات المختلفة. وأكد “بوب إيتشنجر”، المستشار الخيري في مؤسسة “صندوق المجتمع” بولاية شيكاغو، أن العالم يصبح أجمل عندما نحتفي باختلافاتنا ونعمل معًا لتحقيق مستقبل أفضل.
تُبرز هذه المبادرة القيم الإنسانية المشتركة، داعيةً إلى تجاوز الصور النمطية وإقامة حوار بناء يعزز التفاهم والتعاون بين الثقافات.