مؤتمر عالمي يدين استخدام الهند للاختفاء القسري في إقليم كشمير المتنازع عليه
عُقد في جنيف يومي 15 و16 يناير مؤتمر عالمي حول الاختفاء القسري، حيث أدان المشاركون استخدام الهند للاختفاء القسري في إقليم جامو وكشمير المتنازع عليه. جاء هذا المؤتمر خطوة محورية في النضال العالمي لوقف هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان، الذي طالما كان قضية شائكة في المنطقة.
ومنذ عام 1989، تم الإبلاغ عن اختفاء أكثر من 10 آلاف شخص في كشمير أثناء احتجازهم من قبل القوات الهندية، مما يجعل هذه الممارسات بمثابة انتهاك لحقوق الإنسان. وقد أشار المشاركون في المؤتمر إلى أن حالات الاختفاء القسري هذه تضاف إلى الانتهاكات المستمرة لحقوق المدنيين في كشمير.
وقد ناقش المؤتمر الأوضاع المأساوية التي يواجهها نشطاء حقوق الإنسان في كشمير، مثل تحالف جامو وكشمير للمجتمع المدني ورابطة أولياء أمور الأشخاص المختفين، الذين يعانون من قيود شديدة على حرية حركتهم، في محاولة لإسكات أصواتهم المطالبة بالعدالة. كما شدد المشاركون على أن شخصيات بارزة مثل خرام برفيز وبارفينا أهنجار تواجه تهديدات بالسجن، بينما تمنعهم القيود البيروقراطية من المشاركة في المنتديات العالمية.
في السياق ذاته، كشفت التحقيقات التي أجرتها المحكمة الشعبية الدولية لحقوق الإنسان والعدالة في كشمير عن اكتشاف أكثر من 2900 جثة في مقابر جماعية، حيث كانت الغالبية العظمى منها لمدنيين كشميريين، وليسوا مسلحين أجانب كما ادعت الحكومة الهندية.
ويؤكد المؤتمر أن القوانين الصارمة مثل “قانون الصلاحيات الخاصة للقوات المسلحة” و”قانون السلامة العامة” تعطي قوات الأمن حصانة من المحاسبة، مما يعزز ثقافة الإفلات من العقاب في حالات الاختفاء القسري.
من جهة أخرى، يعاني أهالي المختفين، وخاصة النساء، من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية خطيرة، حيث لا يزال أكثر من 200 ألف شخص في كشمير يسعون بنشاط للحصول على معلومات حول مصير ذويهم. كما تسببت عمليات الاختفاء في تدمير الأسر الكشميرية، وأدت إلى أزمات عميقة داخل المجتمع الكشميري.
وقد فشلت الهند في التصديق على الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري، رغم الدعوات المتكررة من المجتمع الدولي للمساءلة والعدالة. في هذا السياق، دعا المشاركون في المؤتمر المجتمع الدولي إلى محاسبة الهند على هذه الانتهاكات، مؤكدين على ضرورة إجراء تحقيق مستقل في حالات الاختفاء القسري والمقابر الجماعية غير المعلَمة في كشمير.