البابا فرنسيس يثير الجدل: دولة بكتاشية في ألبانيا على غرار الفاتيكان
في لقاء غير مسبوق بين البابا فرنسيس ووفد من الطريقة البكتاشية الصوفية، أثارت تصريحات البابا خلال اللقاء تساؤلات حول دعمه الضمني لإقامة “دولة إسلامية بكتاشية” صغيرة في ألبانيا على غرار دولة الفاتيكان.
الاجتماع الذي عُقد في الفاتيكان شهد كلمات تدعو للحوار والتعايش، لكن عناوين الصحف في ألبانيا صدمت العالم، بالإدعاء أن “البابا يبارك إقامة دولة بكتاشية في تيرانا!”.
وخلال لقاء البابا “فرنسيس” بزعيم الطريقة البكتاشية، “حاجي بابا إدموند إبراهيماج”، أشاد بالتعاون الديني وأهمية تعزيز الحوار بين الأديان، لكن تقارير صحفية ألبانية أشارت إلى مناقشات تجريها زعامة الطريقة مع حكومة ألبانيا لإنشاء دولة مستقلة بمساحة (27) فدانًا، ووفقًا للمصادر، ستكون هذه الدولة “ليبرالية” وتتنافى مع النماذج التقليدية للدول الإسلامية، حيث سيتم السماح بالكحول ولن تُفرض قيود على الملابس وخصوصاً موضوع الحجاب بالنسبة للنساء.
أما بالنسبة تركيا، التي يعيش فيها معظم أتباع الطريقة البكتاشية وترتبط بمجتمع العلويين، فقد تنظر بعين الريبة إلى هذا التطور، فتاريخيًا، طردت تركيا قيادة البكتاشية في عشرينيات القرن الماضي بعد تأسيس الدولة الحديثة، ومنعت أي منظمات دينية مستقلة، فإذا تأكد دعم البابا لهذا المشروع، فقد يضع ذلك العلاقات بين الفاتيكان وتركيا على المحك، خصوصًا مع زيارة مرتقبة للبابا هذا العام لإحياء ذكرى مجمع نيقية الأول الذي عُقد عام 325 ميلادية.
ولم يقتصر اللقاء على البكتاشيين فقط، فقد حضر أيضاً الحاخام الصهيوني “يوئيل كابلان”، رئيس الحاخامية الألبانية الصغيرة، وأحد المتطوعين في الحرب التي شنّها كيان الإحتلال على الشعبين الفلسطيني واللبناني، حيث لم يذكر البيان الصادر عن الفاتيكان أي إشاره لحضوره، وفيما يعرف عن المجتمع البكتاشي دعمه لإسرائيل، تثار تساؤلات عديدة عن خلفيات هذا الصمت.